مهزلة السلك الدبلوماسي

 

كتب – د. محمود السالمي.
 بلدان العالم تقلص السلك الدبلوماسي في وقت الحروب والأزمات، من اجل تقليل النفقات، الا حكومة الشرعية التي طغت فيها المحسوبية والعائلية والمناطقية وحولت السلك الدبلوماسي إلى جيش كبير من الموظفين الذين يستلمون مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة ومن دون ان يقوموا بأي عمل حقيقي.
كل الملحقيات باستثناء الملحقيات الثقافية في البلدان التي فيها طلاب مبتعثين، ملحقيات لا أهمية لها، وبعضها وهمية والغرض منها فقط حل مشكلة بعض المعاريف، ملحقيات عسكرية في بلدان لا يوجد بينها وبين اليمن أي تعاون او علاقة عسكرية، والمضحك والمحزن معا ان هناك ملحقيات تجارية في بلدان لا تتبادل تجاريا مع اليمن حتى بريال واحد، وفيها ملحق ونائب ملحق وعدد من الموظفين الذين اوصلتهم المحسوبية إلى تلك الوظائف الوهمية.
السلك الدبلوماسي يستنزف معظم موارد البلد المحدودة أصلا، في حين أن من يخدمون البلد فعلا  يعانون من الفقر والجوع، راتب بعض الملحقيات يعادل رواتب مدرسي مديرية بكاملها.
فوق كل ذلك مالذي قدمه ذلك الجيش الطويل العريض من فائدة دبلوماسيه وسياسة للبلد وللحكومة الشرعية على وجه التحديد، الإجابة بكل بساطة لاشيء يذكر، بل على العكس من ذلك أصبح وضع ذلك الجيش الكبير محل نقد الدول المهتمة بوضع اليمن.
الدول الفاعلة في العالم تتعامل مع الحوثي وتعترف به أكثر من الحكومة الشرعية، في حين ليس لديه في الخارج إلا سفير واحد في ايران من دون موظفين.
لو كان لهذه البلد  قيادة عندها قليل من المسؤولية ومن الوطنية لقلصت جيش المحسوبية الدبلوماسي إلى اقصى الحدود، وحسنت من مرتبات من يعملون في خدمة البلد في الداخل. لكن للاسف ابتلى الله هذه البلد بحكام كل همهم جيوبهم ومصالحهم الخاصة.
علقنا امل كبير على المجلس الرئاسي في تصحيح عبث وفساد ومحسوبية مرحلة الرئيس هادي، لكن للأسف أثبتت لنا الأيام اننا افرطنا في التفاؤل، وأن مشكلة هذه البلد ليست في الأشخاص وإنما في مدرسة الفساد التي يحكمنا تلاميذها.