أخطاء الأنظمة

 

كتب – د.محمود السالمي
عندما تراكمت الاخطاء في نظام الرئيس علي صالح وغابت المعالجات، بدأ الناس يتململون ويرفعون أصواتهم ويطالبون بإصلاح النظام وليس بتغييره، لكن تلك الأصوات لم تجد من يسمعها، بل وتم شتمها وتخوينها، كان الرئيس صالح دائما يصف منتقدي الأخطاء بأصحاب النظارات السوداء، ومن يتحدثون عن الأزمة باصحاب الرؤوس المأزومة، وفي النهاية ضاع النظام وضاع علي عبدالله وضاعت البلد كلها.
وجود الاخطاء والقصور في عمل الأفراد والأحزاب والأنظمة امر وارد، بل وطبيعي جدا،  كل من يعمل سيخطئ، الفرق بين من يرتكبوا الأخطاء ان هناك من يعترف بها ويصلحها ويصبح عمله أكثر كفاءة وقدرة، وقبول بين الناس، وهناك من ينكرها ويظل يراكمها ويحولها إلى نظام، إلى ان يصبح بكله مشكلة ميئوس منها، ولابد من اجتثاثها.
الناس تطمح دائما بالأفضل، وحتى الأفضل إذا ظل كما هو من دون ان يتطور ويتحسن ويواكب طموحاتهم المتجددة، فسيصبح قديما وباليا ولا بد لهم من استبداله كما يسبدلون ملابسهم البالية.
كل الأنظمة التي سقطت بسرعة أنظمة فقدت قدرتها على تشخيص نفسها، وتصحيح أخطائها، ومواكبة طموح شعوبها.
الشعوب دائما تبحث عمن يحكمها بالطريقة التي تناسبها هي، وليس بالطريقة التي تناسب الحاكم، وعندما تصل علاقتها بالنظام الحاكم إلى مشكلة يصعب إصلاحها فالامر الطبيعي هو تغيير الحاكم وليس الشعب.