fbpx
وداعاً مهندس طيار (اليمدا) صالح محمد فليس
نبكيك يا صالحَ المغوار من أسف
نحنُ إليك اشدُّ حاجة الآنا
كنت تقول لماذا القتل يا أهلي
وأنتموا يا عباد الله أخوانا
ما غاب صالح, كلاَّ لم يغب أبداً
أراه في فعله المقدام إنسانا
(أراه في كل قومي قد غدا بطلاُ
أراه في وطن الأحقاد قُربانا)

• تلخص سيرة الفقيد المهندس طيار صالح محمد فليس مأساة وطننا الجنوب, ملخصة بمأساة المئات من أفضل كوادر وموظفي شركة طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا).. فقد درس مع عدد من زملائه الطيارين والمهندسين, مطلع السبعينات, في مصر ثم اثيوبيا, ثم حصل على تأهيل إضافي لاحقاً في الاتحاد السوفيتي وبريطانيا, وتدرج في المناصب التي كانت تسعى إليه حسب كفاءته, فبعد تخرجه عُين مراقب هندسة للشركة, ثم مديرا لدائرة المشتروات والمخازن ثم مديرا فنيا حتى حرب اجتياح واحتلال الجنوب صيف 94م..
• عكس الاحتفال التأبيني المهيب الذي أقيم اليوم صباح اليوم بمرور أربعين يوماً على رحيل فقيدنا الكبير المهندس طيار صالح محمد فليس.. المكانة التي كان يحتلها في نفوس كل من عرفه أو ارتبط معه بعلاقات شخصية, وكان ممن حضر حفل التأبين زميله الكابتن طيار أحمد مسعود العلواني, والشيخ العلامة حسين بن شعيب والأستاذ نجيب يابلي وجمع حاشد من المواطنين بينهم كثير من زملائه الطيارين والمهندسين والموظفين ممن عملوا معه في طيران (اليمدا) قبل أن يجدوا أنفسهم معه على قارعة الطريق بعد أن أُبعدوا قسراً صيف 94م من مؤسسة طيران (اليمدا) التي بنوها بجهدهم وعرقهم لبنة لبنة حتى أضحت من المؤسسات الوطنية الناجحة, لكنها مع ذلك لم تسلم من نتائج حرب الاحتلال والفيد إذ تم التهام هذه المؤسسة والقضاء عليها نهائيا وإقصاء وتهميش وإبعاد كوادرها ونهب ممتلكاتها حتى أضحت في خبر كان..
• بعد الحرب لجأ الفقيد الذي سبقته سمعته وسيرته الحسنة إلى العمل بنفس وظيفته ومسئوليته لدى شركة محفوظ سالم محفوظ للطيران بالسعودية بنفس مرتبته التي كان يعما بها في اليمدا مديرا للدائرة الفنية بالشركة. وقد توفاه الله في حادث مؤلم في مسقط رأسه يافع في (تلُّب) التي ذهب إليها بغرض المساعدة في اخماد الفتنة القائمة هناك منذ عدة سنوات, دون أي أفق يلوح للحل حتى الآن, علما أن أصل (تلُّب) في الحميرية (تِيْ اللُّب) أي (ذات العقل) فأين العقل أو اللُّب مما يجري بين أهلنا في تِلّب؟؟؟
سؤال ينتظر إجابة العقلاء واجتماعهم لوضع حد للفتنة التي حلم الفقيد بل وسعى لإخمادها فكان أن لقي ربه في حادث مؤسف وهو يتسلق منحنيات مسقط رأسه الجبلية بحثا عن منفذ آمن يوصل إلى الحل النهائي لهذه الفتنة الضَرُوس التي تلتهم الحرث والنفوس.. فهل نأمل أن يتداعى عقلاء يافع وشيوخهم في مكاتب يافع العشرة ويحققوا حلم الفقيد ويستجيبوا لدعوة الشيخ الجليل بن شعيب وصرخته التي أطلقها في حفل التأبين وشاركه فيها الصحفي الكبير الأستاذ نجيب يابلي وكل المتحدثين لوضع حد لهذه الفتنة المهلكة وكل الفتن القائمة في مناطق الجنوب..ذلك ما نرجوه في أسرع وقت.
ورحم الله فقيدنا وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

• خاتمة:
—————–
نرثيك (أبا نائف) صالح بن فليس
نرثيك في ذكراك في هذا الخميس
رجل المعالي أنت من معدن نفيس
وتظل في الوجدان مؤنس وأنيس