fbpx
التدخل الإيراني في شؤون اليمن يدفع الشباب نحو الجهاد وجماجم يقول سأستعين بالشيطان من اجل تحرير الجنوب
شارك الخبر

يافع نيوز – ايلاف

يسعى شباب في جنوب اليمن إلى تحقيق حلم الاستقلال عن الشمال، لأنهم يرون أن ذلك سيكون أفضل بالنسبة إليهم من وضعهم في الوقت الراهن، وهناك واحد من قادتهم ملقب بـ “جيفارا جنوب اليمن” أشار في تصريحات أبرزتها اليوم صحيفة الغارديان البريطانية إلى الطريقة التي يناضل من خلالها الناشطون من رفاقه من أجل الحصول على الاستقلال، وكيف أنهم باتوا بيادق في صراع أكبر على السلطة.

أوضحت صحيفة الغارديان أن تلك المجموعة تتمركز في منطقة ميناء عدن المتردية، وهم يعيشون في فقر وحزن منذ عقود عدة. وتتناثر في الشوارع هناك أكوام من الأسماك المتعفنة والقمامة المتقيحة، ويجلس الرجال هناك على الأرصفة يمضغون القات في محاولة من جانبهم للتخلص من مشاعر الملل التي تغمرهم بسبب البطالة.

وأكدت الصحيفة أن هذا الشاب، الذي يطلق عليه “جيفارا العرب”، ويعرف باسم جيماجيم، يعيش حالة من الإحباط، رغم رحيل صالح عن الحكم، لكنه مع الانفصاليين لم يحققوا أياً من مطالبهم. وقال في هذا الصدد “بالطبع أنا مهتم بأحوال بلدي. وسآخذ أموال من الشيطان إن كان بوسعه مساعدتها. والغريق يتعلق بقشة”.

وأعقبت الغارديان بقولها إن لقاءه بمن اتضح في ما بعد أنهم إيرانيون كان أمراً لافتاً للانتباه في حد ذاته، لكنه جاء ليوضح القصة الأكبر المتعلقة بالتدخل الأجنبي في اليمن، والطريقة التي تسير من خلالها الصراعات بين دول الخليج وإيران، ودفع الولايات المتحدة والقاعدة لليمنيين إلى امتلاك أسلحة الجهاديين.

وكشفت الصحيفة أنه وبمجرد تواصل الإيرانيين مع جيماجيم، طلبوا منه أن يُكَوِّن مجموعة من ناشطي الحراك، وذهبوا بعدها بأسبوع إلى دمشق، حيث التقوا هناك باثني من مسؤولي السفارة الإيرانية. وبحسب جيماجيم واثنين آخرين من النشطاء الذين سافروا معه، فإن المسؤولَين أخبرا الوفد اليمني بأنهم سيدعمون مطالبهم المتعلقة بالفيدرالية داخل اليمن، وليس الدولة المستقلة التي يطالب بها الحراك.

هنا، عاود جيماجيم ليقول: “وأخبرتهم أن الناس يريدون الاستقلال. وأنا لست من أقرر، وسوف يدينني زملائي إن وافقت على الفيدرالية”. وبعدها بأيام، عاد الإيرانيون، وأخبروا اليمنيين بأن عليهم أن يذهبوا إلى طهران لمقابلة المزيد من كبار المسؤولين.

وقد رتبوا بالفعل لسفر 15 يمنياً إلى طهران بدون تأشيرات على متن طائرة تابعة لشركة إيران إير. وأوضح الناشطون أنهم لم يكن من أحد معهم على متن الطائرة، وأنهم حين وصلوا إلى هناك، مروا من المنافذ الأمنية من دون أن يتم ختم جوازات سفرهم. وأشاروا إلى أنه، ومنذ هذه اللحظة، بدأ يتم التعامل معهم على اعتبار أنهم محتجزون أكثر من كونهم شركاء تفاوض، ثم تم اصطحابهم في حافلة إلى أحد الفنادق، ولم يسمح لهم بالمغادرة إلا ومعهم مرافقون، عند الاجتماع مع مسؤولين إيرانيين.

وقالت عضوة في الوفد اليمني لم ترد أن تكشف عن هويتها: “استعان كل المسؤولين الذين قابلناهم بأسماء مستعارة. ولم يخبرونا باسم الجهة التي يعملون لمصلحتها، لكنهم سألوننا العديد من الأسئلة”. وقال جيماجيم “وأخبرونا أيضاً أن إيران ستستثمر في مشاريع بنية تحتية في الجنوب. وقالوا إنهم سيبنون مستشفى، وسيدفعون رواتب للناشطين. وقالوا إنهم سيمنحونني – شخصياً – بضعة ملايين من الدولارات في البداية من أجل البدء في دفع الرواتب. والأمر الأكثر أهمية أنهم قالوا إنهم سيرسلون إلينا أسلحة وسيدربون الناس”.

تابعت الصحيفة بنقلها عن ناشط بارز بالحراك، رفض الكشف عن هويته، تأكيده أن الإيرانيين يبحثون عن موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية. وأشار أيضاً هذا الناشط إلى أن الشباب يغادرون بهدوء لكي يحصلون على دورات تدريبية في إيران.

وأعقبت الغارديان بقولها إن إيران ليست الدولة الوحيدة التي تحاول أن تزرع جواسيس لها في المنطقة. وأوضحت أن وحدات صغيرة من مسلحين يعرفون بـ “طيور الجنة” بدأوا ينتشرون خلال الآونة الأخيرة في مدينة عدن أثناء الليل. ولا يعلم أحد علم اليقين ما إن كان هؤلاء المسلحون جهاديين أو انفصاليين أو كليهما.

في حديث له مع مجموعة من أنصاره في بيت قديم في عدن، قال جيماجيم، الذي بدت ملابسه، كما توجهاته السياسية، مزيجاً من كل صيحة ثورية ومسلحة فرضت نفسها في الشرق الأوسط: “الشباب هائج ومناضل، ويطالب بالحرية. والطريقة الوحيدة للحصول على الحرية هي نزعها باليد. وأميركا لن تمنحنا الحرية، وعلينا أن نناضل من أجلها”.

من الجدير ذكره أن جيماجيم ومئات آخرين من الناشطين في جنوب اليمن سبق لهم أن قادوا تظاهرات سلمية قبل سنوات من الربيع العربي للمطالبة بالحرية وإنهاء فترة حكم الرئيس صالح الاستبدادية ووقف استغلال الشمال للجنوب، وهي التظاهرات التي تعاملت معها الدولة بقمع.

ثم لفتت الصحيفة إلى أنه وفي أقل من نصف عقد، تم حبس جيماجيم ست مرات، وتعرّض للضرب والتعذيب، بما في ذلك تعليقه في سقف محبسه على مدار أيام، وكذلك حلق شعره ولحيته بسكين. وفي نهاية تجربته، تحول في الأخير من متظاهر سلمي إلى قائد متشدد ينادي بالكفاح المسلح.
وفي حديثه مع أنصاره، قال جيماجيم أيضاً: “أقول لكم يا إخواني، ليس عليكم أن تثوروا فقط ضد قمع الشمال، وإنما أيضاً ضد هؤلاء الذين يزعمون أنهم قادتنا. وقد بدأ العالم العربي يطيح بأباطرته المستبدين. وهؤلاء الناس ليسوا إلا مومياوات محنطة”.

وتابع حديثه بالقول: “انظروا إلى إخواننا المجاهدين في مدينة جعار (حيث قابلهم لدى عودته من طهران). فهم يحملون سلاحاً، وقد نجحوا في تحرير أراضيهم، وخلقوا هناك نظاماً خاصاً بهم. وقد أنشأوا ثمة شيء من لا شيء. هلم تعلمون كيف ؟ – لأن شباب القاعدة يقاتل من أجل قضية، بينما لم نضع نحن هنا في الحراك معتقداتنا في قلوبنا. وأقول لكم إنه يتوجب علينا أن نضحّي وأن نموت”.

 

أخبار ذات صله