fbpx
ماذا بعد مقابلة الرئيس العطاس ؟

 

بقلم | صالح محمد قحطان

قبل عام وتحديداً في الذكرى السابعة لعملية التصالح والتسامح يناير 2013 اطل علينا الرئيس البيض ومن قناة عدن نفسها في مقابلة مطولة وتحدث فيها كلاماً جميلاً حول أوضاع الجنوب ومعانات شعبنا وكرر دعوته المتكررة لحوار جنوبي من اجل وحدت الجنوبيين للاتفاق على ميثاق جنوبي الخ .

وعقبت عليه حينها بمقالة تحمل نفس عنوان مقالة اليوم ( ماذا بعد مقابلة الرئيس البيض )  

     وقلنا فيها حينها أن هذا الكلام الجميل والدعوات الطيبة من شخص الرئيس البيض شيء طيب يشكر عليه إلا انه ليس مقبولاً منه أذا لم تتحول تلك الدعوات والأمنيات إلى أفعال وممارسات في مشروع وطني جنوبي حقيقي يقوده البيض شخصياً من اجل وحدة مكونات الحراك الجنوبي السلمي بتشكيل قيادة جنوبية موحدة تعمل وفق روية وبرنامج سياسي موحد

 

واليوم اطل علينا فخامة الرئيس حيدر العطاس مساء الخميس 23 يناير 2014م في مقابلة طويلة ولأول مره من قناة عدن بعد عام من مقابلة مماثلة مع الرئيس البيض كما اشرنا ،، وهي تحمل نفس الهموم والدعوات والحرص على وحدة مكونات الحراك الجنوبي وتشكيل قيادة جنوبية موحدة ونحن في الوقت الذي نثني فيه على الجهود التي يبذلها الرئيس حيدر العطاس إعلاميا وسياسياً لخدمة القضية الجنوبية ولدعواته المتكررة لوحدة الجنوبيين ولن نجد ما نقوله للرئيس العطاس إلا أن نكرر له نفس ما قلناه للأخ الرئيس البيض إن المطلوب منكم ليس التنظير والتماني والمطالبة فمثل هذا الحديث يمكن قبوله من أي مواطن أو مثقف أو سياسي جنوبي عادي لكنه غير مقبول ولا مطلوب منكم كقيادات تقف على رأس هرم العمل القيادي الجنوبي وقيادة مكونات الثورة وهي نفسها من تشكل المشكلة والحل ،، و الداء والدواء ،، في نفس الوقت وبإمكان هذه القيادات إن أخلصت وصدقت النوايا بعيدا عن استجرار الماضي والذات أن تنتقل بهذه التماني وتحول هذه الدعوات إلى واقع وفعل من خلال قيادتها وتبنيها لمشروع وطني جنوبي حقيقي على الأرض لوحدة مكونات الحراك الجنوبي السلمي

 

وما ينبغي أن يفهمه ويستوعبه جيدا قيادات الحراك أن شعبنا المتسامح  لن يقبل منهم بعد اليوم مثل هذا الكلام الذي نعتبره ذر رماد وإخراج ماء وجه وان التنظير والأمنيات بعد اليوم من شخص الرئيس البيض والعطاس وعلي ناصر وغيرهم من قيادات الجنوب غير مطلوبة بل وغير مقبولة ،، بل المطلوب منها أن تقود بجد وبصدق وإخلاص مشروع عملي حقيقي لوحدة مكونات الحراك يخرج بالحراك والثورة من حالة التمزق والوهن إلى القوة التي تتمثل في وحدة وتنظيم مكونات الحراك الجنوبي في إطار جبهة وطنية متحدة وقيادة جنوبية متحدة وان الاختبار الحقيقي اليوم لمن يتباكي على الجنوب ولمن يطالب بوحدة أداة الثورة ولكل جنوبي حر شريف وفي مقدمتهم الرئيس علي ناصر والرئيس البيض والرئيس العطاس والأستاذ الجفري والمناضل باعوم والأستاذ الاصنج  وبقية القيادات الجنوبية الاخرى هو انجاح الجهود التي تبذلها اللجنة التحضيرية بقيادة الشيخ صالح بن فريد لعقد المؤتمر الجنوبي الذي يعلق عليه الجنوبيين آمالا لإخراج الجنوب ولإنقاذ الحراك من حاله الوهن والتمزق إلى العمل الموحد المنظم ومواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض وتهدد الجنوب أرضا وإنسانا

وما نحب هنا أن ننبه اليه أننا في الوقت الذي نتفق مع ما قاله الأخ الرئيس العطاس لعقد لقاء مصغر للجنة التحضيرية بالقيادة الجنوبية إلا أننا لسنا مع أي دعوات أو اجتماعات أخرى جديدة خارج عن النطاق والجهود التي تبذلها اللجنة التحضيرية حتى لا تتشتت أو تفشل الجهود المبذولة  والساعية نحو عقد المؤتمر الجنوبي

نتمنى بل ونرجو أن نرى ونلمس في الأيام القادمة تحرك حقيقي صادق على طريق الإسراع في عقد المؤتمر الجنوبي والذي يشكل مراهنة وتحدي حقيقي يختبر معه شعب الجنوب ويمنحها الفرصة الأخيرة ففي ضياع هذه الفرصة يخلع شعب الجنوب هذه القيادات ويتبرءا منها للأبد لان ضياع هذه الفرصة هي ضياع للجنوب مجددا , ولن يستطيع الحراك والجنوبيين من مواجهة التحديات والمخاطر وإفشال مشروع صوملة وتدمير الجنوب دون جبهة جنوبية وقيادة جنوبية متحدة ولذلك فقد باتت اليوم مهمة توحيد مكونات الحراك الجنوبي السلمي وتشكيل قيادة جنوبية موحدة مهمة وطنية نبيلة لكل جنوبي حر شريف

 

ابو وضاح الحميري                        24يناير 2014

صالح محمد قحطان