fbpx
همسة في أذن الجنوبيين !!

نصيحة من القلب أوجهها إليكم أحبتي في الجنوب وأتمنى أن تحط رحالها في قلوبكم, نصيحة لاتحمل بين طياتها مذهبية أو طائفية أو حزبية وإنما هي لله خالصة هكذا أحسبها والله حسيبي.. أخصكم بها يا من أرتضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدا رسولا ونبيا,لان المسلم مرآة أخيه المسلم,والدين الذي أرتضينا به حثنا على التناصح وبذل النصيحة وتوجيهها لإخواننا من منطلق أن الدين النصيحة ومن واجبنا ان نقدمها للكل دون أستثناء طالما وتعاليم ديننا تحثنا على هذا وطالما وان الفائدة ستعم.. حتى وإن لم تناسب أهواء البعض وتتفق مع عقلياتهم وأفكارهم التي وفي أحيانا كثيرة لاتتعدى أرنبة أنوفهم,ليس إستخفافا بهم ولكن لان قضاياهم ومشاكلهم ومعتقداتهم لاتعطيهم فرصة لأن يميزوا بين الحق والباطل ويفرقوا بين الدين والسياسية ويحكمون الله فيما شجر بينهم..

وأعلم مسبقا أنهم سيسلقوني بالسنة حداد ويقذفوني بأقذع الألفاظ ويتهموني بالعنصرية والحزبية ولكن هذا لايهم طالما وأنا أحتسب بكلماتي هذه الأجر من الله وأتمنى ان تغير في الواقع شيء أو تلامس شغاف القلوب وتؤتي ثمارها ويسمع من سمع أو يعرض عنها من أراد.. المهم سأدخل في صلب الموضوع والذي بات اليوم الشغل الشاغل وحديث المجالس والمقايل والهم الأول والأخير عند البعض وربما ورقة من أوراق اللعبة السياسية عند الآخرين وهنا تكمن المصيبة والطامة الكبرى,الموضوع يتعلق بحرب دماج بين الحوثيين والسلفيين والتي صنفها البعض من اخواننا في الجنوب على أنها سياسية خالصة وأنها أحد الألاعيب السياسية التي عودنا عليها نظام صنعاء, وأنها لاتعني الجنوب لا من قريب أو بعيد,وإنما هي قضية سياسية شمالية بإمتياز يتناحر فيها أقطاب العمل السياسي في الشمال.. ولو سلمنا جدلنا أن نظام صنعاء أراد لها ذلك وأستخدمها كعادته للضغط على أطراف أخرى أو لأغراض في نفسه,وجعل من إخواننا السلفيين كبش فداء لهذه المحرقة التي ذهب ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء الذين لاناقة لهم ولاجمل غير انهم أتوا من شتى بقاع الأرض ليتدارسوا كتاب الله وسنة نبيه,فهل نعتبر الدين أيضا هو لعبة سياسية ساسها القائمون في العمل السياسي,ونضعه في قوائم الألاعيب والدسائس التي يتعامل بها المتناحرون على كراسي السيادة؟هل نزج نحن بالدين في هذه العبثية والفوضى ونترك الدين يستباح من قبل السياسيين والحوثيين ونقف مكتوفي الأيدي دون أن نحرك ساكن..

لن أقول لك أخي تمترس في خنادق الدفاع او هرول إلى ميادين القتال للذود عن الدين والدفاع عنه,فالله ناصر دينه مهما تكالبت عليه المشاكل وأحاطت به المحن,بل أقول لك كف أذاك عن الدين ولاتحمل نفسك مالا طاقة لك به من الأوزار والآثم وتقع في المحظور من حيث لاتدري.. قد يتسأل البعض كيف نقع في المحظور ونؤثم ونحن لم نسب الدين أو ننكره,ولهؤلاء أقول ليس بالضرورة أن تسب الدين أو تؤذيه بتلك الألفاظ السوقية والبذيئة التي أسأل الله أن يوقفها في (حنجرتك) قبل أن تنطقها,ولكن سبك للدين وتطاولك عليه هو أن تقحمه في أمور الدنيا وتصنفه وفق هواك وعقليتك وأفكارك الضيقة التي طقت عليها الحزبية والمناطقية,وباتت هي الأهم من الدين ومن سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم..

تطاولك على الدين هو أن تقحمه في أعمالنا الدنيوية وقضايانا الشخصية ومشاكلنا السياسية ونكتفي بالقول أن لنا قضية محورية وأساسية ويجب أن ننصرها ونؤازرها ولايعنينا الدين لا من قريب أو بعيد.. القضية الجنوبية لاخلاف عليها وكلنا نسعى ونجاهد من أجلها كي تنتصر,وكلنا نحشد قوانا وإمكانياتنا وأقلامنا من أجل أن نقول للعالم أجمع ولمن به صمم أن جنوبنا المنهوب ووطنا المسحوق لامحالة سيعود مهما حاول المبطلون أن يقفوا في طريقه,ولكن ليس هذا عذر كاف أو حجة لأن نتبرأ مما يدور في دماج من قتل لإخواننا الذين لم يبحثوا عن جاه او سلطان وإنما ذهبوا لأن يتدارسوا كتاب الله وسنة نبيه وتركوا أهليهم وذويهم ومنهم اليوم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر تحت وطأة الحصار والدمار والقتل..

فلنعلم أنه لو عرضت الدنيا والدين فالدين أولى,والدين فوق كل مشاكلنا وقضايانا وهمومنا وحساباتنا الضيقة وعصبيتنا العمياء وتعصبنا الأهوج,فلننصر الدين حتى ولو بكلمة حق أو إدانة لما يحدث أو تنديد بما يحدث كمسلمين أرتضينا بهذا الدين به وجعلناه دستورنا ومنهاجنا..والله من وراء القصد.