fbpx
أيها الجنوبيون ..أوقفوا عبث جلد الذات..! “3”
كتب / اديب السيد
لا يعني أبداً الحديث عن أي عادة من العادات السلبية في مجتمع ما أنها تحطيم أو تقزيم لذلك المجتمع ، بل يعني ذلك ان هناك مجتمع ناضج ولكن بحاجة إلى تصحيح تلك العادات السيئة والتي غالباً ما تكون دخيلة عليه نتيجة اختلاطه بثقافات او عادات خارجية آخرى ، وفي مثل مجتمعنا الجنوبي المعروف عنه المدنية والحضارة والتطور الفكري والثقافي الكبير فقد شابته خلال العقدين الماضيين خليط من شوائب التخلف القبلي والعنجهية الفكرية التي جلبها نظام صالح إلى الجنوب منذ ما بعد الوحدة اليمنية وهناك دلائل هائلة لا ينكرها احد ومنها على سبيل المثال “عدم أحترام القانون ، والرشوة ، والدجل ، والسرقة ، ونهب اموال وحقوق الاخرين ، وشراء ذمم المسؤولين ،” وغيرها .
وهناك أشياء كثيرة وتفاصيل صغيرة ولكنها سيئة جداً للسلوك التي وجدها الجنوبيون أمامهم ومعترضة لمسيرة تقدمهم ومدنيتهم وتطورهم الفكري والثقافي ، فكل ما يعانيه الجنوبيين اليوم هو بسبب التخلف الفكري والثقافي الذي جلبته الوحدة اليمنية ، حتى أنها زرعت في خاصرة الجنوب سيوفاً قد قبلت وانتهجت وتلبست ذلك الرداء المتخلف والمزري والتي يسمونها “شطارة أو ذكاء “، فيما هي عبودية للشهوات والاطماع المادية والعبثية .
خاصرة الجنوب وسيوف العبودية..!
لا شك ولا ريب ان مسالة “جلد الذات ” التي تحدثنا عنها هي جزء بسيطاً من التخلف الفكري والسلوكي ، ولكن التخلف الاكبر الذي يدخل في إطار “العبودية” والطاعة العمياء ، هو ما يمارسه كثير من الجنوبيين المحسوبين أنفسهم على ما يسمى “حزب الاصلاح اليمني” ، حيث لم نجد ولم نشهد أشد وأفضع من تلك الصور والمشاهد التي نراها اليوم من أنصار هذا الحزب القادم الينا منذ الوحدة اليمنية التي نقلت إلى الجنوب كل ما هو سيء وبغيض من الاحزاب والعادات والسلوك والثقافة .
فسيوف العبودية المزروعة اليوم في خاصرة الجنوب هي سيوف مسمومة بأشد أنواع السموم وهو “السم الفكري ” الذي يعتلي كل مساوئ وخطورة الانحطاط الفكري ، فهؤلاء الذين يتعصبون ويفتخرون بانتمائهم لحزب الإصلاح اليمني الذي تقوده عقليات صنعاء المتخلفة هم أشبه ما يكونوا بدمى صنميه لا تفقه من الحقيقة إلا الجزء اليسير ،ومع ذلك فهي تنظر إليه من منظور حزب الإصلاح المتجمد ، فيما لا يرون الافق الواسعة وما خلف آكام الدنيا ومياهها ومحيطاتها الواسعة ، ينحصر فكرهم بالمماحكة السياسية والاكاذيب الاعلامية البائخه ، لا ينظرون إلى الجنوب والجنوبيين إلا كونهم إشتراكيين او من انصار البيض أو العطاس ، فيما شعب الجنوب أكبر واطهر مما يدعون ،  شعب حر ومناضل ، شعب قهر المستحيل وفجر الصمت بثورته التي زلزلت نظام صالح وهزت أركان عرشه حينما كانوا يرون فيه الزعيم المقدس والنبي المرسل وذلك عندما لم تنبس افواههم ببنت شفه .
صحفيون وإعلاميون ، قيادات وأعضاء ، ميليشيات وغيرها جميعهم مصابون “بعبودية الحزب ” وإنحسار الفكر وإنحصار النظرة ، يكايدون باكاذيب إعلامية لمجرد انهم يختلفون بالرأي ضد الجنوب والحراك الجنوبي ، ويمارسون الدجل والخداع لمجرد انهم لا يريدوا أن ينشروا حقيقة ما يحدث في الجنوب من حراك جنوبي ثوري عرمرم ، والمصيبة الاعظم ليس انهم إصلاحيون قدموا من الشمال في عام ” فتح الجنوب” كما يقولون ،بل انهم جنوبيون ويرون بأم أعينهم ما يجري وما يحدث للجنوب منذ ما بعد “فتح الجنوب ” ، ولكن اعينهم وابصارهم قد أصابتها غشاوة فهم في مصلحتهم المادية يعمهون .
هؤلاء جميعهم هم سيوف العبودية الواقعة في خصر الجنوب ، وانا لا أدعو لأقصاءهم هنا من حريتهم او رأيهم او انتماءهم السياسي ، بل أدعو هنا إلى التوضيح لهم أكثر علهم يفيقون من سباتهم وغيهم الذي تمادوا فيه وخاصة أكاذيبهم ودجلهم التي حولتهم إلى سيوف غادرة تنهش خاصرة الجنوب وتقطع أوصاله ، وأعادنا إلى زمن عبودية هبل واللات والعزى المتواجدين حالياً بين جدران حصون صنعاء .
كونوا جنوبيون ليوم واحد فقط ..!
لا أريد أبداً هنا تشديد الامور وتحويلها إلى سرد وفرد لكل ما يعانيه الجنوب من هذا الحزب اليمني الذي قدم إلى الجنوب عام 94م فاتحاً كما يقول،  ولكني أريد أن أنقل هنا خطابنا الجنوبي الحضاري المدني ، فكل ما تقدم ذكره هو مجرد توصيف وتعريف فقط ، اما خطابنا الواضح مع الجنوبيون الذي يدينون بالولاء المطلق لقيادات حزب الاصلاح في صنعاء هو خطاب راقي جداً لا يمكن ان يحصلوا عليه حتى في داخل قبة حزب الاصلاح في صنعاء الذي ولو حتى صعدوا به إلى القمر فيمكثون جنوبيون يشار إليهم بالسبابة والتحقير .
وهنا ندعوهم إلى خطاب عقلاني ومتوازن حتى نحافظ عليهم من الهرولة السياسية والفكرية فإذا كانوا ينظرون إلينا بعين الاستحقار والتقزيم فإننا نظر إليهم بعين الاحترام والتقدير ليس لكونهم جنوبيون بل لكونهم بشراً أولاً وجنوبيون مغرراً بهم ثانياً .
ونخاف عليهم أن يتطور بهم الحال إلى ان يصبح حالهم كحال من سبقوهم من أتباع حزب المؤتمر ونظام صالح امثال “ياسر اليماني ومجور وعبدربه الرئيس  ” ، فقد يتحولوا دون أن يشعروا ويشغلوا نفس المواقع التي شغلها المؤتمريون الجنوبيون ، غير ان أولئك كانوا مع نظام صالح وهؤلاء سيكونون مع نظام حميد علي الاحمر .
لهذا كله نطلب من كل الجنوبيين ومن مختلف مشاربهم واحزابهم السياسية ان يعوا المرحلة الفاصلة في تأريخ شعب الجنوب ، وعلى من لا يريد أن يكون بوقاً مع قوى الاحتلال اليمنية بشقيها المؤتمر والاصلاح أن يلتزم الصمت كأقل واجب يطلبه شعب الجنوب اليوم للسير قدماً في مسيرة التحرر والاستقلال .