fbpx
لا تسخط ولا تتذمّر
شارك الخبر
لا تسخط ولا تتذمّر


يتعرّض الكثير منا إلى الفشل في حياته، سواء فشل في الحياة العلمية أو المهنية أو الاجتماعية أو حتى العاطفية، حيث تجد أنك غير قادر على إثبات نفسك في دراستك أو عملك أو في تعاملك مع الآخرين، تُجاهد كثيراً وتُحارب ذلك الوحش كثيراً، ولكن وحش الفشل يستمر في مطاردتك في شتى جوانب الحياة، إلى أن تصاب بالاكتئاب والإحباط وخيبة الأمل، ويتحوّل ذلك المستقبل المشرق المزهر إلى مستقبل أسود مليء بالفشل. وهنا يأتي السؤال: كيف أتعامل مع فشلي؟.
أولى خطوات التعامل مع الفشل تكمن في تقبل الوضع الراهن والرضا به، مع تحديد مشكلتك ووضع يدك عليها، وذلك لتستطيع التغير والتقدّم والنجاح. ولا تسخط ولا تتذمّر مما أنت فيه، حتى لا تتحوّل تلك الطاقة الموجودة بداخلك إلى طاقة سلبية، وتبدأ بالشعور بالاكتئاب الذي نحن في غنى عنه، بل حوّل تلك الطاقة الداخلية الكامنة إلى طاقة إيجابية، وأيقظ ذلك العملاق الذي بداخلك، أيقظه من خموله وسباته، فالإنسان خُلق للتطور والتميز والارتقاء، وليس للفشل واليأس والإحباط.
فما المشكلة في ذلك الواقع السيئ الذي تعيشه، أو ذلك الفشل المتكرّر، فـ (توماس أديسون) فشل أكثر من 10 آلاف مرة قبل أن ينير للناس بيوتهم بمصباحه، و(رونالدو) ذلك الطالب الفاشل الذي أصبح أفضل لاعب كرة قدم، و(والت ديزني) الذي أفلس سبع مرات وتم طرده من صحيفة ما كان يعمل بها وذلك لضيق خياله وقلة أفكاره المبتكرة، و(فاروق الباز) الذي رفضت جامعته مشروعه القومي الكبير وظل عاماً كاملاً دون عمل أو راتب، أصبح من أبرز علماء الجيولوجيا في وكالة ناسا الأمريكية، و(طه حسين) و(بتهوفن) و(آينشتاين) و(أوبرا وينفري) وغيرهم الكثير والكثير ممن تعرّضوا للفشل في حياتهم، لكنهم جميعهم لم ييأسوا ولم يحبطوا ولم يستسلموا للفشل، بل عرفوا أنفسهم جيداً، وتعرّفوا على نقاط القوة والضعف بداخلهم، وداعبوا نقاط القوة وتمكنوا من الوصول إلى النجاح العظيم، وأصبحوا من أعظم الفاشلين في التاريخ.
أنت أيضاً تستطيع أن تكون مثلهم، أنت فقط في حاجة إلى تحفيز نفسك دائماً، بالإضافة إلى وضع هدف واقعي محدّد يستحق التحقيق، حتى تكون فاشلاً محترفًا، وتكون أقدر الناس على طرق باب النجاح. فأنت أكرم مخلوقات الله، أنت الكائن الوحيد الذي يملك القدرة على التفكير والتغيير والارتقاء، فلا تأبه بسخرية البعض وانتقادهم، ولا تجعل ثقتك بنفسك تتزعزع، ولا تقتل تلك الإرادة والعزيمة الموجودة بداخلك بتحويلها إلى طاقة سلبية، بل اجعل كل ذلك يدفعك للأمام، حتى تحصد النجاح وتصبح فاشلا محترفا.
أتمنى حقاً أن أصبح فاشلة محترفة ذات يوم، فاشلة محترفة مثل أولئك الذين فشلوا كثيراً حتى حققوا النجاح الباهر، وأدعو الجميع أيضاً أن ينضمّوا إلى قائمة الفاشلين المشهورة تلك حتى نصبح جميعاً من أعظم الفاشلين في العالم.

منار حسن محمد غباشي

maramiro_211@yahoo.com

أخبار ذات صله