د. ياسر اليافعي
لقد تابعنا مؤخرًا تسجيلات لبعض المشايخ السلفيين من أبناء يافع، والتي تناولت خلافات ظهرت للعلن، وهو أمر يؤسفنا جميعًا نظرًا للظرف الحساس الذي يمر به الجنوب في هذه المرحلة.
أنتم – بفضل الله ثم تضحياتكم – قد حظيتم بمكانة عالية واحترام كبير من أبناء الجنوب، وأصبحت لكم منزلة خاصة، لالتزامكم الثابت في الدفاع عن الجنوب وتقديمكم تضحيات كبرى، ولبعدكم عن التحزّب والانخراط في الاصطفافات السياسية التي تسببت بضرر بالغ للنسيج الاجتماعي وادخلت البلاد في دوامة من الحروب والصراعات.
لذا، احرصوا على الحفاظ على مكانتكم بين أبناء مجتمعكم، ولا تفرطوا بها بسبب خلافات يغذيها أساسًا أفراد من خارج الجنوب. لا تجعلوا أنفسكم تحت تأثير شيوخ من الشمال وكأن الجنوب يفتقر إلى القيادات والمرجعيات القادرة على توجيه التيار السلفي الجنوبي.
من المؤسف حقًا أن نسمع كل طرف يطالب الآخر بالتبرؤ من الشيخ الفلاني وهؤلاء الشيوخ من خارج الجنوب وليسوا مع الجنوب بل بعضهم مهادن الحوثي ويعلن بشكل صريح معاداته للجنوب!
لماذا تصغرون أنفسكم بعد كل هذه التضحيات والانتصارات التي كنتم الأساس فيها، هل يصح أن تقللوا من مكانتكم بهذه الصورة وتسمحوا لأنفسكم بأن تخضعوا لقيادات سلفية من خارج الجنوب، بعضها تسعى للتطبيع مع الحوثي وأخرى لم تسجل أي إنجاز حقيقي ضده؟
إن استمراركم في هذا الطريق يثير التساؤلات حول تأثير أجندات سياسية خارجية على مواقفكم، وهذا أمر خطير يهدد ثقة المجتمع الجنوبي بكم.
عودوا إلى الصواب وتجاوزوا هذه الخلافات، وكونوا جزءًا فاعلًا من المجتمع الجنوبي. اخرجوا من عزلتكم وساهموا في دعم المجتمع ومساندته للنهوض من الأوضاع الصعبة التي يمر بها.
لا تُضعفوا أنفسكم بأنفسكم؛ فالناس اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا مما كانوا عليه بعد عام 1990، وقد جاء هذا الوعي نتيجة التجارب المريرة التي عاشوها مع تناقضات جماعة الإخوان وأصحاب الجمعيات. لا تكرروا تلك الأخطاء، ولا تسمحوا لأنفسكم بأن تصبحوا في موضعهم.