مقالات للكاتب
كتب – د.محمود السالمي.
بعد ان سيطر عبدالعزيز آل سعود على نجد عمل مراكز للبدو ليعلمهم فيها الدين والزراعة، فاقبلوا على تلك المراكز التي سميت الهجر بحماس كبير، شعروا انهم انتقلوا من حياة الجاهلية إلى الاسلام، فشكلوا بدعم منه حركة اطلق عليها الإخوان، فتشدد رجالها في الدين وفي الحرب، ولهم الفضل الأول في الانتصارات التي حققتها حروب توحيد المملكة.
بعد ان انتهت الحروب بقيت مشكلة التشدد، فقد نظروا لكل من لاينتمي لهم كضال ويجب ارجاعه للإسلام، من طرائفهم انهم كانوا يمشون في الشوارع ومقصاتهم في يداتهم، ومن شافوا شنبه او ثوبه طويل مسكوة وقصوه له في الشارع أمام الناس.
والمشكلة الأكبر انهم وقفوا ضد تحديث الدولة فعندما عمل الملك عبدالعزيز على استخدام اجهزة البرق والهاتف التي وجدها قائمة في الحجاز، وقفوا ضده وقالوا ان الهاتف من اعمال الشياطين، كانوا يظنون ان الكلام الذي يصل عبر اجهزة البرق والهاتف تاتي به الجن وان مراكز البرقيات تقدم الذبائح للجن، وهذا حسب اعتقادهم منكر كبير، وعارضوا استخدام كل الوسائل الحديثة ومنها السيارة والاذاعة، واتهموا الملك بانه تراجع عن قيم الدين عندما بعث ابنه للدراسة في مصر، فقد كانت كل البلدان بالنسبة لهم كافرة.
وفي الاخير تمردوا عليه عسكريا بقيادة فيصل ابن الدويش، ولم يجد الملك بد من استخدام ضدهم القوة، ونجح في اخماد التمر، وحل حركة الاخوان واسس بدلا عنها الجيش النظامي للملكة على أسس حديثة.