مقالات للكاتب
كتب – مختار اليافعي.
في الآونة الأخيرة، تصاعدت الدعوات لفتح الطرقات والممرات مع جماعة الحوثي الإرهابية، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق (السلام المزعوم) ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين للغاية في كيفية التعامل مع هذه المسألة الحساسة، لأن فتح الطرقات تحت هذه الظروف يمكن أن يشكل تهديداً كبيراً على الأمن في الجنوب المحافظات اليمنية المحررة.
فالأخطار الأمنية لفتح الطرقات مع جماعة الحوثي الإرهابية المعروفة باستخدامها للطرق والممرات كوسيلة لتعزيز سيطرتها ونقل الأسلحة والإمدادات إلى مواقعها إذا سمح بفتح الطرقات، فإن ذلك سيمنح الحوثيين فرصة ذهبية لتعزيز قوتهم العسكرية وزيادة قدراتهم اللوجستية، فهذه الجماعة لا تتردد في استخدام أي وسيلة لتعزيز مصالحها، بما في ذلك استغلال الممرات الإنسانية لتمرير الأسلحة والمقاتلين.
فتح الطرقات سيسهل أيضًا حركة العناصر الإرهابية الأخرى المتحالفة معاها مثل جماعة الاخوان والقاعدة وداعش، مما يزيد من خطر الهجمات الإرهابية على الجنوب والمحافظات المحررة، إن السماح للجماعات الإرهابية بالاستفادة من الطرقات المفتوحة سيؤدي إلى زيادة في الهجمات الإرهابية، مما يعرض حياة المدنيين والعسكريين على حد سواء للخطر.
نعم هناك تحديات إنسانية، حيث لا يمكن إنكار أن فتح الطرقات يمكن أن يسهم في تخفيف بعض المعاناة الإنسانية، لكنه يجب أن يتم بطريقة لا تعطي الجماعات الإرهابية فرصة لتعزيز نفوذها، العاطفة التي تدفع البعض للمطالبة بفتح الطرقات تتجاهل الحقائق الصعبة والنتائج المحتملة، نحن جميعاً نتعاطف مع الذين يعانون، ولكن يجب أن يكون الحل مدروساً ويضع الأمن والاستقرار في المقام الأول.
هناك حلول ممكنة، فبدلاً من فتح الطرقات بشكل كامل ودون شروط، يمكن التفكير في إنشاء ممرات إنسانية آمنة تخضع لإشراف قوات دولي، هذه الممرات يمكن أن تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وتسهل حركة مرور المدنيين دون أن تسمح لجماعة الحوثي الإرهابية من تعزيز قواها، ويجب أن تكون هناك قوات مراقبة دولية صارمة لضمان أن هذه الممرات تُستخدم فقط للأغراض الإنسانية.
ومن المهم أيضاً تعزيز الدعم الكافي للجنوب والمحافظات المحررة وتوفير المزيد من الموارد لضمان استقرارها، إذا تمكن الجنوب والمحافظات المحررة من تحسين ظروفهم الاقتصادية والخدمية والأمنية، فإن ذلك سيقلل من تأثير الحوثيين ويعزز موقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
وفي الختام، يجب أن نكون واضحين، لا سلام مع الإرهاب وفتح الطرقات لا يجب أن يكون خطوة عاطفية غير مدروسة، بل يجب أن يتم بحذر وبشروط صارمة تضمن عدم استفادة الجماعات الإرهابية منها، الأمن والاستقرار في الجنوب والمحافظات المحررة يجب أن يكونا الأولوية القصوى، وأي خطوة تُتخذ يجب أن تكون في هذا السياق، ويجب أن نتذكر دائماً أن الاستقرار لا يتحقق بالتنازل للإرهاب، بل بالوقوف ضده بحزم وقوة.