fbpx
الإرهاب في اليمن يصمت بتوجيهات وينطلق بتوجيهات

 

كتب – خالد سلمان.

‏الإرهاب المسيس يضرب ثانية في عدن، ويغتال نجل المسؤول الأمني في المجلس الإنتقالي ، وهو القيادي المستهدف أساساً من تفجير سيارته بعبوة لاصقة .

الإرهاب في اليمن يصمت بتوجيهات وينطلق بتوجيهات ويتحول إلى حالة كمون وترقب بتوجيهات،  ووفق مقتضيات الأهداف السياسية المراد تحقيقها.

واشنطن تسمي  الحوثي  بالجماعة الارهابية ، فيُخرج مجاميعه من تحت الارض لتمارس أقصى أنواع الإرهاب ، بتخطيط لوجستي معلوماتي مثلث الرؤوس، يمتد من البيضاء إلى المنطقة الأولى وحتى حشد تعز تحت عنوان التخادم ، للتشويش على قرار التصنيف وتوجيه رسالة أن القرار الإمريكي إنحرف عن وجهته، وأن القاعدة وداعش هما أولى بهذا الحشد العسكري الدولي  ، وأن فعل الحوثي  في البحر الأحمر سياسي مشروط بتداعيات حرب غزة.

مالا يعرفه أو يعرفه الحوثي ويقفز عليه ، إن واشنطن لا يعنيها الداخل اليمني ، ولا شظايا الإرهاب التي لاتصيب مصالحها، وأن توصيفات التطرف طالما هو غير متجاوز للجغرافيا الوطنية يبقى قضية ثانوية ، يمكن التعاطي معه بإشراك وتدريب أجهزة الأمن المحلية مع عمليات اسناد محدودة للدرونز  ، في ما الحوثي وهو يهدد في الصميم الإقتصاد العالمي وإقتصاد الطاقة ،ويضع مناطق وحقول إنتاج النفط والغاز تحت سلطة صواريخه ، ويتداخل مع ملفات إقليمية مشتبكة بين إيران وواشنطن والمنطقة  ، فهو يتسلق سلم أولويات  الأمن القومي الإمريكي كجماعة عالية المخاطر .

في اليمن يوجد إرهاب عابر للحدود متداخل  الأهداف،  موجَّه لخدمة أجندة إقليمية،  يدار من طهران ويمثل راس رمحه الحوثي ، ولدينا في اليمن أرهاب آخر داخلي ، تتخادم فيه الجماعات الدينية بمختلف مسميات مذاهبها ومرجعياتها التكفيرية ، وتنتظم بسياق واحد: تصفية خصومات سياسية، جماعات دينية ربما تدعي الإختلاف بالتفاصيل ، ولكنها تتفق على تدمير المغاير جغرافياً ومشروعاً سياسياً.

كل تدمير يحدث في الجنوب ، يعزز بالنتيجة سلطة الإرهاب في الشمال ، ترابطية لم ترتقِ لفهمها بعض مكونات  الخارطة ، لذا هي تشتغل في مربعات معزولة،  ويحتفي البعض منها بكل عملية إرهاب ترمي بدمويتها جنوباً.