fbpx
 هل المنطاد الصيني والمسيرة الامريكية من العلامات الكبرى لاندلاع حرب عالمية؟

بقلم/ علي عبدالله البجيري
هل حقآ إن ما يفصلنا عن نشوب حرب عالمية ثالثة، ما هي الا خطوات معدودة؟ هذا التساؤل أصبح متداول بين الاوساط العسكرية والسياسية الدولية. وما يبرر ذلك هو تداعيات الحرب الأوكرانية-الروسية التي تتسارع أحداثها وتتدحرج مثل كرة الثلج لتزداد حجما وهولا، محطمة كل من يعترضها وجارفة لكل من يقف أمامها، أكانت ما افرزته العلاقات الدولية في إطار التعايش السلمي او ما انتجته العلاقات الاقتصادية بين دول العالم من تطور ونمو عالمي. هذا الوضع الخطير أخذت الأمور فيه تتعدى المعقول وأصبحت وتيرة التصعيد هي مؤشر بوصلة
الإتجاه الى حرب عالمية، لاسيما وان عدد من الحوادث العسكرية قد بدأت تحدث وبما يعجل من اندلاع الحرب الكونية الأخطر في عالم اليوم. كونها احداث عسكرية ليس طرفيها روسيا واكرانيا، بل اطرافها أيضا الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية الصين الشعبية متمثلة في استهداف المنطاد الصيني ذات الطبيعة التجسسية على مياه المحيط الاطلسي، وكذا المسيرة الامريكية ذات النمط التجسسي والقتالي داخل المياه الاقليمية الروسية للبحر الاسود. أحداث تعيد إلى أذهاننا ما كان يحدث في مرحلة الحرب البارده، فمثل هذه الأحداث ليست جديدة بين الدول الكبرى، فقد سبق أن أسقط الاتحاد السوفييتي في 1 مايو/أيار 1960 طائرة التجسس الأمريكية «يو 2»، وأسر قائدها “فرانسيس باور” الذي اعترف بأن مهمته كانت تجميع معلومات حول القواعد العسكرية، وهي واحدة من مهمات سابقة مماثلة قامت بها الطائرات الأمريكية. كما أن الصين أسقطت طائرة تجسس أمريكية من طراز «لوكهيد إي بي -3» عام 2001 فوق جزيرة هينان، وعلى متنها 24 فرداً، تمكنت من الهبوط في أحد مطارات الجزيرة.. حادثة المسيرة الامريكية فوق مياه البحر الأسود تختلف عن ما سبقها من أحداث، لأنها جرت في حالة حرب قائمة بين روسيا الاتحادية- وأوكرانيا ومن خلفها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وهم من يقدمون الدعم العسكري والاستخباراتي المباشر لأوكرانيا من خلال تجميع المعلومات عن القوات الروسية، وعلى ضوء ما تجمعه من معلومات، يتم تحريك القوات الأوكرانية ميدانياً، وتزويدها بإحداثيات عن مواقع القوات الروسية، لقصفها.. مخاطر الحادثة كشفت للعالم مستوى
« التدخل الأمريكي المباشر في الأزمة الأوكرانية» وانتهاك المجال الجوي الذي حددته روسيا الاتحادية لعمليتها الخاصة في أوكرانيا. أما أمريكا فهى تبرر هذا الموقف بالقول أن الحادث وقع فوق المياه الدولية: «وإن أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ليست مناطق روسية» مثل هذا الموقف الأمريكي يؤكد الإستمرار في خط التصعيد حتى الوصول إلى التصادم المباشر مع القوات الروسية التي تدافع عن أمنها القومي ومنع اقتراب حلف الناتو من حدودها ونصب صواريخه بالقرب من أراضيها.
ختاماً : بين الأخذ والرد والسجال المتبادل، فإن حادثتي إسقاط المنطاد الصيني فوق مياه المحيط الأطلسي ،والمسيرة الأمريكية فوق البحر الأسود، يشيران إلى مدى حالة الإستعداد والاستنفار بين القوى الكبرى على الأرض ،بما يشير إلى أن حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق ، من جرّاء حادث مماثل أو أي حادث عارض آخر .. ونحن؛ إذ نستقبل شهر رمضآن المعظم شهر القرآن نتطلع إلى الدنيا حولنا وما تحمله من أحداث ومخاطر تهدد العالم اجمع، وما علينا إلآ أن ندعوا الله عز وجل إن يلطف بعباده وآن يحل الآمن والسلام في بلادنا والعالم أجمع، رمضان مبارك وكل عام وانتم بخير .