fbpx
لماذا يحدث كل هذا في الجنوب..! “2”


من المعروف جلياً أن أرض الجنوب المستباحة قد صارت اليوم ناراً تشتعل في اجساد الواهمين بإعادة إنتاج الاحتلال اليمني مرة أخرى ، ومن المستحيل وغير المعقول اليوم أن ترتد ثورة الشعب الجنوبي التحررية على أعقابها وتترك لأولئك المهرجين تقديم التسهيلات لفصائل الاحتلال اليمني كي تقود مرحلة جديدة من الظلم والطغيان والاحتلال والعنصرية المقيتة يرافقها مزيداً من النهب والقتل والدمار لكل ما هو جنوبي .

ولإن قوى الاحتلال لم تدرك بعد أن المارد الجنوبي لن ينام إلا على ضفاف نهر عدن الحرة ودولة الجنوب الحديثة ، فهي لا تزال ترمي بشباكها الواهية إلى المياه الجنوبية لعلها تسطيع أن تخلط الأوراق على الجنوب وشعبه الحر الصامد في ميادين التحرر والنضال الممتدة على طول وعرض الأرض الجنوبية ومناطقها المختلفة التي باتت تردد بصوت واحد ومن لسان واحد “الجنوب دولة  ويجب أن نستعيد ونحرر دولتنا الجنوبية  ” .

مشاريع الاحتلال السياسية..!

لا يزال الاحتلال اليمني الشمالي ينوع ويفصل مشاريعه السياسية وأوراقه المحروقة في ارض الجنوب ما بين التسليح الانتقامي  وزرع مشاكل مسلحة طويلة الامد في الجنوب وبين الترويج لخلافات بين تيارات الحراك الجنوبي وزرع الفتنة بين قبائل الجنوب المختلفة وكذلك إدعاء وجود تنظيم القاعدة في الجنوب وتشويه صورة الجنوب دولياً ومحاولة الترويج الإعلامي لذلك من خلال قنوات وصحف ومراسلي وكالات الأنباء التابعة لحزبي الإصلاح والمؤتمر الشماليين المحتلين لإرض الجنوب منذ 1994م .

كما أن أن هناك مشاريع  سياسية خطيرة يديرها ويمولها النافذين في الجيش والسلطة الشمالية وهي من أخطر المشاريع التي تواجه الجنوب اليوم وهي إنشاء وتكوين قوى جنوبية تخضع للمحتلين وتدين لهم بالولاء لهم  وإظهارها بالمتبنية للقضية الجنوبية وضرورة حلها ، ولكن هذه الحل الذي يريدونه هو الحل الذي لا ينسجم ولا يتلاءم مع ما يريده ويطالب به الشعب الجنوبي ، ولا يعني أن نقول ذلك أننا نقصي أحد من الجنوبيين من حرية رأيه وطرحه السياسي ومشاركته في حل القضية الجنوبية ، ولكن هناك مشاريع خطيرة جداً تسير بالقضية الجنوبية إلى الحل والحوار على أساس بقاء الوحدة اليمنية أو تحت سقفها ، وهذا يعني أن  تلك الفئات من الجنوبيين المنتمين  لحزب الاصلاح اليمني يتبنون حل القضية الجنوبية حقوقياً  وتدعمهم في ذلك آله إعلامية ضخمه وفرها لهم زعماء الاحتلال اليمني ، بينما لا يمكن أن تكون القضية الجنوبية حقوقياً ما دامت أن هناك حرباً غاشمة شنت على دولة الجنوب واستباحت القوات العسكرية الشمالية ارض الجنوب عام1994م .

أي أن القضية الجنوبية سياسية وليست حقوقية بما يعني إستعادة وضع الدولة الجنوبية أولاً واستعادة مؤسساتها ومبانيها ووزاراتها ومن ثم يتم الحوار بين الدولتين على مستقبل العلاقات الاخوية  بين الاشقاء والاصدقاء “الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ”  .

مشاريع الجنوب السياسية ..!

إن القضية الجنوبية ومطالب شعب الجنوب باتت اليوم تتدرج في خيارين رئيسيين وحلول واضحة ولا تحتاج لأي تحريف أو تخريف ويأتي ادناها ” فيدرالية اتحادية اقليمية من اقليمين جنوبي وشمالي ولكل اقليم مكانتة ودولته ووضعه الخاص ويليها استفتاء جنوبي بعد تجربة بسيطة  ” وهذا الحل يؤيده فئات من الجنوبيين أما الحل الاعلى منه وهو “فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب” وبأي شكل كان سواء عبر الحوار بين دولتين أو عبر الاستفتاء لشعب الجنوب فقط .هذا الحل هو الحل الابرز الذي يطالب به الجنوبيين ويناضلوا من أجله ، ويمكن أن يكون  “فك الارتباط” هدف استراتيجي إذا ما كانت هناك حلول فعليه أخرى تسير بالجنوب في نهاية المطاف اليه  .

طبعاً ..! إن كل ما يحدث في الجنوب اليوم ليس له إلا حل واحد وهو أرتضاء شعب الجنوب لحل نهائي وجذري لقضيتهم السياسية ، ومن بين كل تلك الحلول والخيارات والرفض والتنظير ينبري خياراً واحداً أمام المجتمع الدولي من أجل تهدئة الوضع السياسي في الجنوب وبناء قرارات دولية على اساسه وهو خيار “الاستفتاء الشعبي الجنوبي”

فخيار “الاستفتاء الشعبي الجنوبي  فقط” هو الحل الوحيد الذي يجب أن يكون والذي لن يختلف عليه المجتمع الدولي كحل سياسي للقضية الجنوبية السياسية  .

وكحقيقة نطرحها هنا أن تلك القوى السياسية بما فيها القوى الدولية حينما حاولت أجراء الانتخابات المحسومة سلفاً في الجنوب إنما حاولت استقصاء الوضع في الجنوب وقراءة نتائج واقعية لما يحدث في الجنوب من حركات ومسيرات ومهرجانات .

وعندما حاولت قوى الإصلاح والمشترك والمؤتمر أن تفرض الانتخابات وتزورها في الجنوب وخاصة عدن إنما كانت تحاول إعطاء صورة مغلوطة عما يحدث في الجنوب ، لكن اصطدامها بواقع عكسي لما كانت ترتب له جعلها مصدومة بذلك الواقع مما جعلها تفتح شهيتها لتزوير نتائج الانتخابات إعلامياً بعد فشلها بتزويرها واقعياً علي ارض الجنوب .بعدما رفض الجنوبيين أعمال التزوير في مراكزهم الانتخابية وأدى بهم إلى اقتحام تلك المراكز الانتخابية .

ولكل السياسيين والمجتمع الدولي أيضاً هنا أن يعتبروا ما حدث في الجنوب من رفض للانتخابات هو نتيجة استفتاء جنوبي عن “الوحدة اليمنية ” وعن الترتيبات السياسية التي أجرتها المبادرة الخليجية في اليمن ويأتي في مقدمتها الحوار الوطني تحت سقف الوحدة اليمنية الذي نصت عليه المبادرة الخليجية .