يافع نيوز /  كتب عبد الرحمن الطحطوح

لايختلف اثنان على ان الحراك الجنوبي السلمي والذي يمتلك القرار  في الشارع الجنوبي لم يذهب الى الحوار وكان موقفه من هذا الحوار واضحا , ولم يستخدم الحراك الجنوبي اي اسلوب للمراوغة او التحايل في موقفه من هذا الحوار  بل كان شفافا وصريحا الى ابعد حد , اذا لم يذهب الى صنعاء من يمثل الحراك الجنوبي وانما ذهب الى هناك من ذهب بصفته الشخصية وقناعاته الذاتية والتي اتخذها بمحض ارادته وهذا ما قاله جل من ذهبوا الى هناك , الا ان ماجعلني اكتب هذا هو تطفل بعض وسائل الاعلام في صنعاء ومحاولتها خلط الاوراق بان تقول ان اكثر فصائل الحراك الجنوبي قد حضرت ولم يتخلف غير فصيل او فصيلين  على حد قولهم , اضافة الى ان تلك الوسائل المأدلجة والتي تدار بالريموت كانترول بعيدا عن المهنية والمصداقية قد تحدثت عن اكثر من خمسة وعشرين فصيل للحراك الجنوبي السلمي حتى انها جعلت لكل قيادي معروف فصيلا مستقلا , وهذا ماليس له وجود على ارض الواقع ولكنه في عالم الخداع الذي تمارسه تلك الوسائل الاعلامية موجودا وموثقا .

منذ بداية الثورة الجنوبية في 2007 والشعب الجنوبي يسير بخطوات ثابته مجمعا على تقرير مصيرة بعد ان اوصدت دونه ابواب اي اصلاح في جسم الوحدة المثخن بالجراح , ولم يعرف الشعب الجنوبي اي فصيل خارج عن مبادئه وخطوط نضاله , اذ لم نسمع عن شهيد جنوبي سقط من اجل تصحيح مسار الوحدة ولم نعلم عن جريح او اسير يتبع لفصيل يطالب بتصحيح مسار الوحدة او حتى بالفيد _ رالية , فكل الشهداء الذين قدموا اروحهم في الجنوب كانوا من اجل الاستقلال واستعادة الدولة وجميع الجرحا والاسرى كذلك , اذا ماهو رصيد تلك الفصائل التي تتحدث عنها وسائل اعلام لاتختلف في عدائيتها للشعب الجنوبي عن نظام صالح ومليشيات آل الاحمر ؟

هم يعلمون في صنعاء قبل غيرهم ان الحراك الجنوبي السلمي هو نبض الشارع الجنوبي وهو صاحب القرار وهو الذي لم يأتي الى الحوار , وان من قدم اليهم لايستطيع ان يخرج مسيرة لمائة شخص عن قناعة شخصيه ,وانما قد يخرج بعض المسترزقين مدفوعي الاجر ولوقت محدد ,وفي ازمنة  معينة ,

وهم يعلمون ايضا ان مليونيات الحراك الجنوبي السلمي والحشود التي تأتي من كل الجنوب مؤمنة ايمانا راسخا بحقها في تقرير مصيرها واستعادة دولتها دون النظر الى المصالح والعطايات المادية كتلك التي تنهال على اُجراء حزب الاصلاح كما حصل في 21 فبراير ,ولكنهم يتجاهلون ذلك كله طمعا في اقناع المجتمع الدولي بان ابناء الجنوب مشاركين بفعالية في الحوار الوطني , ومما لاشك فيه ان رفع العلم الجنوبي في قاعة الحوار وحديث بعض المشاركين عن حق تقرير المصير للجنوب قد افاد نظام صنعاء في شرعنة هذه المغالطات وتصويرها للعالم , وفي نفس الوقت  لم تضر الحراك الجنوبي او تسيىء اليه البته لان ارادته في استعادة حقوقة لاتحتاج الى من يقر بها بعد ان تكشفت عورات المجتمع الدولي الذي اصبح مرتهنا للمصالح  حتى وان كانت على رؤس الجوعا والمظلومين , بل على العكس من ذلك فان ماقاله هولاء بالمطالبة بحق تقرير المصير للجنوب واستعادة دولته يعتبر ادراكا منهم بان الشارع الجنوبي لن يقبل باقل من هذا , وهم ايضا ليسوا بحاجة الى ان يخسروا امام شعب الجنوب خسارة كتلك التي مني بها عبدالله الناخبي ومن سار عن نهجه من المسترزقين

لقد شهدت الايام الاخيرة نقلة نوعية في مسيرة الحراك الجنوبي السلمي الذي بداء اكثر تلاحم من ذي قبل سواء على مستوى الشارع او على مستوى القيادات في الخارج وهذا ماجعل نظام صنعاء اكثر تخبطا من عدم دخول الحراك الجنوبي الحقيقي وليس المزيف في حوارهم , لانه يعلم ان زخم الثورة الجنوبية واستمرار تنوع التصعيد السلمي لديها سيرهقه وسيكلفه الكثير من المصاعب التي لم يعد قادرا على تحملها لاسيما وان المعونات والعطايا الدولية مرهونة بارساء الامن والاستقرار وحل كل القضايا العالقة .