fbpx
برقيـــة تهنئـــة ومناشـــدة لضـــمير عـــلي محســــن بقلم / نبيل سبيع
شارك الخبر
برقيـــة تهنئـــة ومناشـــدة لضـــمير عـــلي محســــن  بقلم / نبيل سبيع

عزيزي ضمير الفندم علي محسن الأحمر ……….. الأكرم
تحية طيبة وبعد،

“أحب أن أصرح هنا لأول مرة بأنني حدثت نفسي في أكثر من حالة بالتخلي عن أي عمل رسمي (…) وحقيقة فإن ضميري وديني ووطنيتي، واليمن على هذا القدر من التأزم بين حين وآخر، هو ما يمنعني من ترك الخدمة العامة والخلود للراحة”، هذا ما قاله الفندم علي محسن الأحمر لصحيفة الشرق الأوسط الأحد الماضي، وعليه أكتب إليك هذه البرقية.

عزيزي ضمير الفندم، اسمح لي أولا أن أنتهز هذه الفرصة كي أُعْرِب لك عن سعادتي البالغة بهذا الخبر العظيم، وأتقدم إليك وإلى اللواء علي محسن بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة ظهورك أخيراً بيننا وخروجك عن صمتك، والحمدلله على سلامتك أيها العزيز!

ما من شك أن ظهورك يشكل حدثا تاريخيا عظيما ستدرسه الأجيال القادمة في كتب التاريخ. فبعد اختفاء وصمت داما أكثر من 35 عاما، لابد أن ظهورك شكل بالنسبة لي وللكثير من اليمنيين واليمنيات خبرا سارا للغاية لطالما انتظرناه بفارغ الصبر. 

غير أن فرحتنا بظهورك لم تكتمل يا غالي. فقد اتضح لنا سبب استماتة أنصار علي محسن في نفي تهمة عرقلة قرارات الهيكلة الأخيرة عن قائدهم، ويبدو أنهم كانوا محقين. فعلي محسن لم يكن المُـعَـرْقِـل كما قال، بل أنت للأسف الشديد. 

ولا يخفى عليك أيها الضمير الغالي أن مجلس الأمن الدولي يراقب عن كثب سير العملية الإنتقالية في اليمن، وأخشى أن يكون لدى اللواء علي محسن نوايا خبيثة بتلبيسك تهمة عرقلة الهيكلة والانتقال السلمي للسلطة. وأنت تعرف علي محسن جيدا: في اللحظة التي سيشعر بأن الأمور “محَلِّقة” عليك، سيعلن إنشقاقه عنك كما فعل مع صنوه التاريخي علي عبدالله صالح.

عزيزي ضمير الفندم، كنا ننتظر منك أن “تدَعْمِـم” قليلا و”تتعَامَس” قدر الإمكان حين سمعت الفندم يحدث نفسه بالتخلي عن أي عمل رسمي. كان عليك أن “تتصَانج” وتجلس ساكت كما عهدناك طوال شراكة الرجل مع علي عبدالله صالح في الحكم. 35 عاما، وعلي محسن يحدث نفسه بالنكبات المتوالية على رؤوسنا وأنت “مدَعْـمِـم” وساكت، وحين حدث نفسه بترك منصبه قمت “تتفَاضَل” و”تتفَاصَح”؟! 

من بين كل ما فكر بفعله علي محسن وفعله طوال 35 سنة، لم تجد ما تعترض عليه سوى هذه؟! حَبَكَت معك “الهَـدْرَة” و”الإعتراض” في هذه بس؟! 35 سنة، والرجل “يجْعَث” البلاد “جَعْث”، وأنت سامع وشايف وعارف بكل صغيرة وكبيرة من عمايله، ولكنك لم تنبس ببنت شَفَة! لابد أنك سمعته مرارا يحدث نفسه ويخطط مع صالح لاشعال حروب أهلية ناهيك عن شراكتهما في نهب المال العام والكثير الكثير من عمليات “البَسْــط” على الأراض و”التِبَاب” وبلوكات النفط وغيرها الكثير، ولكنك لم “تُطَلِّع نَخْس”! لم نسمع منك حتى عَطْسَـــة! طوال 35 سنة، وأنت سَاكِت حتى ظنناك ضميرا “أَعْجَــم”! وحين حدث نفسه بأول خطوة وطنية في حياتة تصب في صالح اليمن واليمنيين، قررت أن تتدخل؟!

ما دَخْـلَـك؟! ما دَخْـلَـك أنت؟! الفندم قرر يترك منصبه ويخلد للراحة، ليش تتفَاضَل؟!

لقد فرحنا بظهورك وخروجك عن صمتك يا عزيزي بعد كل هذا الإختفاء والصمت، ولكنك خذلتنا بشدة في أول ظهور لك، وذكرتنا بالمثل العربي القائل: “صمت دهراً ونطق كفراً”.

عزيزي ضمير الفندم، أناشدك الله والأخوة والرحم، أن تكون “مَحْضَر خَيْر” بين القائد وبين اليمن حتى لا نظن بك ظن السوء، ويقال إن ضمير علي محسن أثبت بعد ظهوره أنه يحب السلطة أكثر من علي محسن نفسه. وهناك من علق قائلا: “رضي الله عن علي محسن، عاده يفكر بين حين وآخر يتخلى عن السلطة، أما ضميره طلع كارثة!”.

عزيزي ضمير الفندم، اسمح لي بأن أختتم برقيتي المتواضعة هذه بالتأكيد على أن باب توضيح موقفك للناس الذين انتظروا كلمتك طويلا ما يزال مفتوحا رغم كل شيء، فهناك أناس ما يزالون يحسنون الظن بك، إذ يعتقدون أنك حين سمعت الفندم علي محسن يحدث نفسه أكثر من مرة بترك العمل الرسمي لم تتدخل كعادتك وعهدهم بك، وأن الفندم خلط بينك وبين شخص آخر فقط. وقد تساءل بعضهم بعدما كشف الفندم عن ظهورك: “قَلَّــدَك الله يا فندم، هو ضميرك اللي قال لك لا تترك منصبك أم عبدالغني الشميري؟”.
وتقبل مني خالص التحية،
المخلص: نبيل سبيع
——————————————
* عن “الأولى”، عدد غد الخميس

أخبار ذات صله