fbpx
ليس للاصلاح … من اسمه نصيب !! / عبدالله الشحوط … شبوة
شارك الخبر
ليس للاصلاح … من اسمه نصيب !! / عبدالله الشحوط … شبوة

عندما وقع الاختيار على الشمس .. لتكون شعارا رسميا لتجمع الاصلاح اليمني ..تفائل الكثير بالمولود الجديد وبشعاره المبتكر !! استنادا لما يعنيه الاسم من دلالات وما يحمله
الشعار من رمزية دينية ..تشيع التفائل والامل في النفوس .وتوحي بان الحزب الوليد سيكون مختلفا عن بقية الاحزاب الاخرى .. ولن يحذو حذوها ..او يصبح مثلها مطية ومظلة
للظلم والظالمين .. انسجاما مع تسميته الاصلاحية .. وتجسيدا لمفاهيم شعاره المستوحى من الشمس ومفاهيمها الربانية العظيمة .. وبحكم ان الشمس هي وحدها من تبدد ظلام
الليل الطويل .. وهي مصدر الضياء وانبلاج النور.. وبزوغها يعني بزوغ فجرجديد .. وبداية يوم اخر.. يتجدد فيه الرجاء والامل والطموح .. بقدوم مستقبل اكثر عدلا واشراقا ..
واقل ظلما وظلاما وتخلفا من ذي قبل !!لكن منسوب التفائل لدى المتوسمين في الحزب خيرا ..سرعان ما بدأ يتضائل وينضب معينه..بفعل تحالفاته مع قوى التخلف والفساد والارتماء في احضان النظام الى درجة  جاءت مخالفة لكل توقعاتهم واصابتهم بخيبة امل كبيرة .. خلقت لديهم شعورا عميقا بان ليس للاصلاح من اسمه نصيب !! وان ” شمسه ” ليست سوى شعارا فضفاضا  القصد منه حجب شمس الحقيقة بغربال الزيف والتضليل ..للحيلولة دون تمكين اشعتها الوهاجة من النفاذ الى مضاربه .. وتسليط الضوء على ما يحدث داخل اروقة حصونه 

المظلمة !! لئلأ يعرف احد كيف اصبح الحزب ماوى وملاذ امن لرموز الفساد واساطينه !! وحتى لا تنكشف حقيقة الغايات والاهداف المراد تحقيقها من وراءتكوينوالنوايا 
المبيته لجعله مجرد واجة حزبية .. يتخفى خلفها التحالف القبلي والعسكري الحاكم .. ويضفي نوعا من الشرعية القانونية والدستورية على وجودهم في السلطة .. الممسكين
بمفاصلها الهامة منذ إقصاء زعيم ثورة 26 م سبتمبر عام 63م عبدالله السلال والانقلاب عليه في عام 67م والى غاية اليوم..!!

وبحكم خصوصية دوره وطبيعة مهماته الخاصة !! تغاضى صناع فكرة تاسيس الاصلاح عن تقديم مشروع سياسي شامل واضح برؤيته ومضامينه وتصوراته لمجمل المشاكل
والصعوبات التي تعاني منها اليمن .. وتحديد الخطط والبرامج والحلول المقترحة للتغلب عليها !! واستعيض عنه بصيغة سموها برنامجا طغت عليه الشعارات والنبرة الخطابية
ولم يات بجديد على صعيد المعالجات والحلول لهموم الناس ومعاناتهم الحياتية .. واقتصرت مضامينه على الجوانب التنظيمية والنصوص الروتينية للمبادىء الاساسية والاهداف
. العامة واسنادها كالعادة لاحكام الشريعة الاسلامية لدغدغة مشاعرالبسطاء من الناس .. واستثارة عواطفهم الدينية..والعزف على اوتارها .. سعيا للتغلغل في الاوساط الشعبية
. لاستمالة واستقطاب اكبر عدد منهم .. لتكوين قاعدة شعبية عريضة ..تضعه في مقدمة القوى والاحزاب السياسية المؤهلة للفوز بالنصيب الاوفر من المقاعد النيابية .. لتمكينه
وقت الضرورة من تعطيل اي قوانين او تشريعات .. قد تستهدف مصالح وامتيازات مؤسسيه ورعاته .. بخلاف غيرها من الواجبات والمهام الاخرى المسندة اليه ومن ضمنها
مواجهة دعاة التغيير والحداثة..ومحاربة القوى المطالبة بانتشال اليمن وإخراجة من مستنقعات الفساد والظلم والاستبداد ..وتخليصه من حالة الفقر والتخلف والجهل المفروضة
عليه قسرا..وإلحاقه بالركب الحضاري ومصاف الدول المتقدمة علميا وسياسيا واقتصاديا ..وهذا ما يعوز اليمن و بحاجة اليه .. اكثر من اي بلد اخر على وجه المعمورة !

بفضل نفوذ مؤسسيه الطاغي .. نجح الاصلاح بتفوق في اول انتخابات نيابية يشهدها اليمن ..وحل ثانيا بعد حليفه المؤتمر الشعبي العام ..وبقدر ما جاءت هذه النتيجة مفاجئة وغير
متوقعة مقارنة بعمره القصير .. بقدر ما وفرت على الحزب الكثير من العناء والوقت لاثبات جدارته وفاعليته في اول اختبار يواجهه ..الى جانب ترسيخ قناعة المؤسسين بصوابية
قرار تاسيسه .. وباهمية مواصلة دعمه بكل الامكانيات اللازمة للتفوق والاستمرار في اداء االمسئوليات والواجبات الملقاة على عاتقه .. بدءا من التكفل بتبييض سواد ما مضى من
من تاريخهم وتجميل بشاعة ماهو ات !! والتعبير عن التزامهم بالديمقراطية وعن عدم خشيتهم من خوض غمارها .. طالما وقد بات لديهم الوسيلة لقطف ثمارها وضمان الفوز بنتائج
انتخاباتها !! باعتبار ذلك افضل الضمانات لحماية عروشهم من خطر السقوط !!بالاضافة الى تلبية حاجتهم الملحة لحاضنة شعبية ومظلة سياسيه ودستورية .. تحصن النظام برمته
وتصونه من خطر الاختراق ومحاولات تعكير صفو نقائه الفئوي !! وان يبقى الحزب في كل الاحوال الراعي الرسمي لمصالحهم وخط الدفاع الاول عن بقاءهم الدائم في السلطة
والحؤول دون انتقالها سلميا الى قوى المجتمع المدني .. واحباط اي جهود ترمي لاحداث تغيير جذري وشامل يبدأ باسس النظام .. ويمتد الى بنيته الاساسية .. ويبلغ تركيبته القيادية
والقبلية !! وإعادة بناءه من جديد على اسس علمية ودستورية .. تساهم في انتاج دولة مدنية حديثة .. تتكافىء فيها الفرص .. ويختفي في عهدها التمييز الفئوي والمناطقي والقبلي ..
ويتساوى في ظل صرامة قوانينها .. وعدالة قضائها المستقل .. جميع المواطنين في الحقوق والواجبات..!!

لابد من التذكير والتاكيد على ان الاصلاح .. هو الحزب الوحيد الذي انطلق ولم يعترض طريقه اي صعوبات تذكر.. لا من ناحية التمويل ولا لجهة الحضور الشعبي ..فقد ولد ومعلقة
الذهب في فمه !! ووجد بانتظاره قاعدة جماهيرية جاهزة ..قوامها المليشيات التابعة لمشائخ القبائل واعيانها ..وركيزتها الاساسيه انصار واعضاء تنظيم { اخوان اليمن } لاسيما وان
التنظيم نمى وترعرع في احضان القبيلة والعسكر وكان ملزما برد الجميل لهم .. من خلال الاستجابة السريعة لقرارهم القاضي بدمج التنظيم وإلغاء استقلاليته واعتبار تشكيلاته هي
النواة الاولى لحزب الاصلاح .. للاستفادة من قدراتهم التنظيمية الجيدة .. واستثمارها في تسريع بناء مؤسسات الحزب الجديد وهيائته وتفعيل دوره في الحياة السياسية .. وتسويقه
اعلاميا وشعبيا استنادا لخبراتهم العريقة في التجييش واستمالة الجماهير بالخطاب المغلف بالشعارات الدينية !! قبل الاستعانة ببعض كوادرهم الموثوق فيها..لتقليدها مناصب رفيعة في
اجهزة الدولة الامنية والعسكرية والعلمية للامساك بمفاصلها الهامة .. واحكام السيطرة خصوصا على المؤسسات التربوية والتعليمية .. لكونها حقولا خصبة لاستقطاب الاعضاء منذ
الصغر .. وغسل عقولهم وتلقينهم دروسا في الطاعة العمياء والامتثال لقرارات الحزب والالتزام بتنفيذها بمعزل عن صوابيتها من عدمه !! وهو ما اغرى قيادات التنظيم وضاعف من
جشعهم للسلطة !!وجعلهم يندفعون بدون تبصر نحو توطيد عرى التحالف مع القبيلة والعسكر الى حد باتوا فيه جزءا اصيلا من هذا التحالف السلطوي المتسلط !! لا بل اصبحوا راس
حربته وسلاحه الامضى والافعل لوأد الدعوات المنادية بالتغيير والتحديث في مهدها .. وترهيب من يطلقها واتهامه بالعداء للاسلام وموالاة العلمانية والشيوعية وغيرها من الاتهامات
المفصلة خصيصا على مقاس كل من يختلف في الرأي مع حزب الاصلاح !!

ليس فيما سبق قوله عن الاصلاح اي تجني او مبالغة.. فالتمترس الدائم للحزب في خندق القبيلة وجناحها العسكري المتطرف!! هو من يعزز الاعتقاد السائد بانه صنيعة لتلك القوى
المستبدة واداءة طيعة يحركون بوصلتها كيفما شاءوا و باتجاه من يشاءون !! بدليل ماحدث اثناء انقسام النظام القبلي الحاكم الى فريقين !! فحينما عجزالفريق الراعي للاصلاح عن
حسم المعركة لصالحه .. اوصى صنيعته بتنظيم انتفاضة عارمة ضد الرئيس شخصيا ..شريطة عدم المس بالنظام والاكتفاء باسقاط راسه فقط !! ولاجل ذلك دفع الحزب بانصاره
للتظاهر والاعتصام في ساحات المدن الكبرى .. والايعاز لعلماء الدين من اتباعه ولجوقة مطبخه الاعلامي .. بتاليب الناس وتاجيج مشاعرهم واستغلال الغضب من سؤ الاوضاع
المتردية .. وتحميل مسئولية انحدارها للخصم منفردا !! متناسين ان توجيه الاتهامات لحليف الامس القريب وادانته بارتكاب العديد من التجاوزات والجرائم !! تصيب فريقهم ايضا
ولا تعفيه ابدا من تحمل نفس القدر من مسئولية ارتكابها .. بحكم ان الفريق كان شريكا فعليا في كل مراحل الحكم السابقة ..وباعتبار قياداته هم سدنة النظام واعمدته الاساسية وهم
من يختار في العادة تركيبته القيادية !! لكن هذا لم يمنع مسرحية الانتفاضة عن مواصلة عروضها الهزلية التي لم تتوقف احداثها المثيرة للجدل ..إلا حين استجاب الرئيس للضغوط
الخارجية والشعبية ..واعلان التخلي عن الحكم !! حينها فقط اسدل الستار على المشهد الاخير ..معلنا نهاية العرض وبداية سقوط الاقنعة عن وجوه من تعمد ايقاف الانتفاضة وطلب
من المنتفضين الاكتفاء بانجازهم الوحيد !! والسكوت عن بقاء النظام بكامل عدته وعتاده !! وغض الطرف عن منح الرئيس المخلوع الحصانة الابدية وإعفائه من المسائلة الجزائية!!
خلافا لتعهدات المعتصمين .. بعدم مغادرة ساحات الاعتصام قبل محاكمته على كل ما ارتكبه من جرائم وانتهاكات !! مما يعني بوضوح ان وعود الاصلاح وتعهداته بالتغيير و تجفيف
منابع الفساد وتطهيرالنظام من الفاسدين !! لم تكن سوى وعود عرقوبية سرعان ما تبخرت وانتهت مفاعيلها .. بمجرد سقوط المخلوع والتفرد بالسلطة..الامرالذي يثبت بشكل لا لبس
فيه ان الحزب هو من يقف بثبات امام اجراء اية اصلاحات جدية.. وهو من يسعى جاهدا لان تظل الاوضاع الحالية باقية على ما هي عليه !! مجددا التاكيد على تبعيته وولائه المطلق
لحلفائه وانه القوة المتاهبة دوما لانقاذ النظام وتامين بقاءه رهينة لمشيئة القبيلة والعسكر !!والاهم انه يكشف للمصابين بعمى في البصر والبصيرة عن الوجه الحقيقي لحزب الاصلاح
ويفضح زيف شعاراته وادعاءاته .. وان تلبسه بالدين ليس سوى لبوسا خادعا .. ألبسه اياه عتاولة الفساد واساطينه !! من اجل تضليل الشعب اليمني وتخديره وافقاده القدرة على
تشخيص اسباب علله وامراضه المزمنة .. وحرمانه من معرفة هوية و مكامن من يقف خلف تردي الاوضاع في بلاده .. وبلوغها حدا جعل من اليمن ارضا وانسانا .. يتذيل قائمة
الدول الاكثر تخلفا وفسادا وفقرا على مستوى العالم اجمع..!!!!

 

أخبار ذات صله