يافع نيوز – العربي الجديد
في كلّ عام، تشهد مدارس اليمن ارتفاعاً في نسبة الغشّ في امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. ويبدو أنّها زادت هذا العام من جرّاء الانفلات الأمني وانتشار السلاح، ما أدى إلى فرض الغش بالقوة في كثير من مراكز الامتحانات. ويستنكر عبدالله السعواني ما يصفه بـ “المهزلة التعليمية”، وقد شهد الغش في أحد المراكز التعليمية في صنعاء خلال الأيام الماضية. يقول: “في كلّ عام، تظهرمشكلة الغش في الامتحانات، إلّا أنّني أشعر بالقلق بسبب ارتفاع نسبتها من عام إلى آخر. والسبب هو إجبار البعض لجان المراقبة أو الإدارة على السماح للتلاميذ بالغش بالقوة”.
ويوضح السعواني أنّ الغش انسحب أيضاً على مدينة صنعاء، بعدما كان محصوراً فقط في بعض المناطق النائية والأرياف. يضيف لـ “العربي الجديد”: “اليوم، أصبحت الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تمر فيها البلاد مبرّراً خفياً، تتحجج بها الإدارة التعليمية لتبسيط أسئلة الامتحانات أو للسماح بالغش. منها، انقطاع التيار الكهربائي، وعدم حصول جميع التلاميذ على الكتب، إضافة إلى إضراب بعض المدرسين على مدى أشهر بسبب عدم حصولهم على رواتبهم”.
من جهتها، تقول أم أفنان اليريمي إن ابنتها أكدت لها أنّ عدداً من المراقبين في لجان الامتحانات في مدرستها طلبوا المال منها ومن زميلاتها، بهدف السماح لهن بالغش. وتشير إلى أنّ هذا الأمر جعل إبنتها تشعر بندم شديد على الأشهر السابقة التي قضتها في الدراسة، حتى إنها جهّزت أوراقاً صغيرة تساعدها على الغش. تضيف: “فشلت في اقناعها بغير ذلك، وقد قالت إنها لو شاركت في الغش منذ اليوم الأول، لتلافت بعض الأخطاء. كما أنها لا تريد أن تتجاوزها زميلاتها في الدرجات، كما حدث العام الماضي”.
إلى ذلك، يرى عدد كبير من التلاميذ أن الغش أمر مهم لضمان مستقبلهم من خلال الحصول على درجات جيدة، وبالتالي الالتحاق بكليات الطب والهندسة. لذلك، لا يهتم كثيرون بالدراسة خلال العام الدراسي. في المقابل، كان للسماح بالغش تأثير سلبي على أولئك المجتهدين الذين بذلوا جهداً طوال العام.
ويشير الغزالي إلى أن غالبية المدارس الحكومية لم تكمل المنهاج الدراسي الخاص بالثانوية العامة هذا العام، بسبب عدم حصول المدرسين على رواتبهم منذ نحو عشرة أشهر، وبالتالي تغيبهم عن العمل. ويلفت إلى أن عودة الدولة هي السبيل الأمثل لمعالجة الوضع المتردي الذي يشهده قطاع التعليم في اليمن.
وكانت امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2016 ــ 2017 قد بدأت في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين يوم السبت في 8 يوليو/ تموز الجاري، وقد امتحن 194 ألفاً و12 تلميذاً، موزعين على ألف و138 مركزاً امتحانياً. أما في المحافظات المحررة والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، فقد بدأت الامتحانات في 9 يوليو/ تمّوز، وتقدم لشهادة الثانوية العامة 71 ألف تلميذ توزعوا على 678 مركزاً، منهم عشرة آلاف تلميذ أدبي تورعوا على 12 محافظة.
أوراق في الأحذية
عاماً بعد عام، تختلف أشكال الغش في الامتحانات في اليمن. ويختار البعض وضع أوراق صغيرة في الأحذية، أو كتابة بعض المعلومات في أنحاء مختلفة من الجسم. لكن هذا العام، كان الغش ظاهراً وجماعياً من دون أي خوف، في ظلّ سماح المراقبين للتلاميذ بالغش، كما يشير الكثير من المقربين من لجان مراقبة الامتحانات.