fbpx
كيف ستردع المدمرة كول خروقات الحوثيين في باب المندب؟
شارك الخبر

يافع نبوز-العربية نت

رسال البحرية الأميركية للمدمرة “يو اس اس كول” إلى باب المندب يثبت أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب عازمة أولاً على حماية حرّية الملاحة في المضيق الاستراتيجي، فجزء أساسي من سياسة الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط هو ضمان حرية إبحار السفن وعبور المياه الدولية وتسهيل الحركة التجارية من وإلى البحر الأحمر وقناة السويس شمالاً وإلى المحيط الهندي جنوباً.
جاء إرسال الأميركية للمدمّرة كول رداً مباشراً على استهداف الحوثيين سفينة سعودية قبالة الساحل اليمني. الهجوم بطبيعته كان تحوّلاً كبيراً في تصرفات الحوثيين، حيث أكد أكثر من مصدر أن العملية كانت عملية انتحارية بواسطة زورق مليء بالمتفجرات، وسبق ذلك إطلاق نار وصواريخ من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باتجاه سفن إماراتية.
الرعاية الإيرانية للحوثيين
هذا التصعيد من قبل الحوثيين قابله موقف أميركي، اعتبر بوضوح أن الحوثيين يتلقون الدعم من إيران، وقال الجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي الأميركي يوم الأربعاء الماضي في بيان من البيت الابيض إن قوات الحوثيين “درّبتها وسلحتها إيران، وقد هاجمت السفن الإماراتية والسعودية” واعتبر فلين أنها “هدّدت السفن الأميركية والحليفة التي تعبر البحر الأحمر”.
الجديد في موقف الإدارة الأميركية أنها على عكس الإدارة السابقة تقول بوضوح إن إيران تقدّم الدعم للحوثيين، فيما كانت إدارة أوباما تتردّد في قول ذلك، وكانت تعتبر أن الحوثيين فصيل أساسي من المجتمع اليمني ومن الحياة السياسية في البلاد، ولم تقل إدارة أوباما إنهم ميليشيا مدعومة من طهران، فيما تساوي الإدارة الحالية بينهم وبين باقي الميليشيات التابعة لإيران مثل حزب الله اللبناني كما تعتبر أن الحوثيين يهددون سلامة الملاحة.
من جهة أخرى، يؤكد الأميركيون في ظل الرئيس الحالي أنهم مستعدّون للدفاع بالقوة العسكرية عن حلفائهم، فالبيانات الرسمية الأميركية خلال هذا الأسبوع ومن بينها بيان الجنرال فلين تربط بين الاعتداء الحوثي والرعاية الإيرانية من جهة وبين الموقف الأميركي والحلفاء في المنطقة من جهة أخرى.
المدمّرة كول
إرسال المدمرة كول إلى باب المندب له معان كثيرة أيضاً، فهذه المدمرة كانت في خليج عدن عندما تعرضت لهجوم إرهابي في العام 2000 وهي تعود الآن إلى المياه قبالة اليمن لمواجهة عدو مختلف.
تشير المعلومات التقنية عن المدمرة إلى أنها تحمل صواريخ توماهوك تستطيع أن تضرب أهدافاً على مسافة مئات الأميال منها، كما أن المدمرة تحمل أجهزة تحسس ورادارات عالية الدقة وتستطيع كشف الألغام والقوارب والصواريخ الموجهة إلى السفينة أو إلى السفن الأخرى وتستطيع تدمير “الهجوم” وحماية السفن والملاحة.
كما أن إرسال المدمرة كول إلى باب المندب يأتي من ضمن استراتيجية متكاملة للرئيس الأميركي الجديد وبدأت تظهر معالمها. فالإدارة الأميركية فرضت عقوبات على إيران لقيامها بتجربة صاروخية وقالت إن الصاروخ قادر على حمل شحنات بوزن ما بين 350 و500 كلغ أي ما يعادل قنبلة نووية وهذه التجربة ممنوعة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي يرعى الاتفاق النووي الإيراني.
كما أن إدارة ترمب فرضت عقوبات تتعلّق برعاية الإرهاب وطالت ضابطاً في فيلق القدس يعمل في لبنان بالإضافة إلى عناصر من حزب الله يعملون في إدارة شركات تقدّم الدعم المادي للتنظيم الموضوع على لائحة الإرهاب الأميركية منذ أكثر من عقدين.
ويأتي إرسال المدمرة كول إلى باب المندب جزءاً من هذه الاستراتيجية التي تبدو متكاملة وفي صلبها إنذار إيران وردعها عن تهديد أمن وسلامة جيرانها وعدم التدخّل في شؤونهم.
وأكثر ما يثير الانتباه الآن هو كشف مايك بنس نائب الرئيس الأميركي عن أن الإدارة تقوم الآن بمراجعة الاتفاق النووي مع إيران وأن الرئيس ترمب سيأخذ قراراً بهذا الشأن خلال الأيام المقبلة.

أخبار ذات صله