fbpx
عن القديم من الوجوه القيادية .. واستعادة اللـُحمة الجنوبية

عن القديم من الوجوه القيادية .. واستعادة اللـُحمة الجنوبية  

 عبيد البري

الواضح أن ما يسمى اليوم بـ ” عدم التوافق ” ما هو إلا بين قيادات الحراك في الداخل الجنوبي وبعض القيادات الجنوبية السابقة في الخارج ، وللأسف  تلك القيادات قد أصابها التبلـّد والخرف عندما  ظهرت متأخرة عن الحراك الجنوبي بعد أن حقق  نجاحاً سياسياً على الصعيد الداخلي والخارجي باعتبار قضية الجنوب هي  قضية وطن  لا تقبل المساومة .

إن أصعب المواقف على الشعب الجنوبي هو استغلال مبدأ التصالح والتسامح ، الذي جعل الشعب الجنوبي – وفقاً لقدسية ذلك المبدأ – لا يستطيع إلا أن يرحب بهذا أو ذاك .. فتعددت بذلك التيارات المرتبطة بأسماء عناصر في الخارج الجنوبي بعضها كانت لها صفة قيادية في الدولة الجنوبية السابقة وبعضها تقود عمل حزبي في الجمهورية اليمنية .

المثير .. أن من أوجدوا هذا التعدد صاروا يدعون إلى ” وحدة الصف الجنوبي ” ، وهو حق أريد به باطل ! .. فيطالبون قيادة الحراك الانضمام إليهم  بدلاً من أن يلتحقوا بقيادة الحراك ومؤتمره لإقناع الناس برؤاهم .. ألا يلاحظ الكل أن الصف الجنوبي كان موحداً في إطار الحراك السلمي وخارجه إلى أن ظهرت الوجوه القديمة ؟! .. ألم تكن غالبية فئة الشباب في ساحات الحراك الثوري موحدة قبل ظهور تلك الوجوه ، لأنه ما كان لها علم ولا صلة بوجوه الماضي ؟! .

أليس من الأفضل للشعب الجنوبي أن يدخل عصره الجديد بوجوه قيادية جديدة وأيادي نظيفة من أجل جنوب جديد ؟! .. أليس النظر المباشر في وجه عنصر قيادي سابق  أو حتى في صورته  عبر وسائل الإعلام أو في الشارع  يذكـّر أي مواطن جنوبي بكل أو جزء من مرحلة سابقة قد يكون فـَـقِدَ فيها أقاربه أو أملاكه أو غير ذلك ؟! .. وإذا كانت القيادات السابقة قد قادتنا إلى الفشل ، فهل ستقودنا إلى أي نجاح ؟! .

إن كل ما طرأ على الحراك يمكن تجاوزه من خلال اتباع القول المأثور : ” لكل زمان دولة ورجال ” .. ألا يعتبر ذلك أحد التحديات الوطنية الهامة أمام من يحرص على اللـُحمة الجنوبية ؟! .. ألا يجب على من كان له وجود سياسي إلى يوم انطلاقة الحراك الجنوبي تحديداً  أن يترك فرصة قيادة ثورة الجنوب بصورة رئيسية للشباب  فيختفي عن المشهد السياسي والاكتفاء بالعيش غداً بأمان واطمئنان مواطناً في وطنه ؟! .

إن ذلك لن يتأتى إلا بمراجعة الضمير ؛ وليس أي ضمير !! .. ولكني أزعم أن هناك ضمائر حية ستبادر إلى الاختفاء عن المشهد السياسي لتكون قدوة .. ففي ذلك اختباراً  للضمير والوطنية والأخلاق معاً ! .