fbpx
رسائل أكتوبرية

رسائل أكتوبرية

أديب السيد

لا شك ولا ريب أن لثورة 14 أكتوبر المجيدة مكانتها وموقعها المتقدم من ثورات العالم الأخرى ومع كونها ثورة تتميز عن ثورات العالم “ونحن نقول هذا الكلام” ليس لأنها ثورة جنوبية وأننا من الجنوب ، ولكن لكونها ثورة الشعب الذي هزم أعتى إمبراطورية في العالم وأجبره على الرحيل والخروج صاغراً من أرض حرة يعيش في مساحتها شعب حر وذو إرادة فولاذية وليس من صفاته الخنوع والإستسلام أبداً مهما طالت شوكة الإحتلال وعمره .

كما أنها بالإظافة إلى ذلك فقد حملت نصراً ليس لشعب الجنوب فقط بل لكثير من الدول العربية ، فقد تحقق النصر الأكتوبري كنتيجة طبيعية لتلاحم قوى الثورة والكفاح في مواجهة الإستعمار والسير نحو الهدف الواحد وهو التحرير والإستقلال  .كما أنها لم تكن وليدة لحظة عاطفية، وإنما انبعثت من قاعدة شعبية منظمة تهتدي إلى أدبيات ومبادئ ذات أبعاد وطنية وإنسانية عظمى  .

فيوم 14أكتوبر هو يوم من نور ومن عزيمة ومن إصرار ومن تحدى ومن إعجاز ومن إيمان ومن علم ومن عرق ومن تخطيط ومن تدريب ، نعم إنه ذلك بل أكثر وأكبر من كل هذه المعاني ، إنه يوم عظيم لشعب أعظم .

كما ان يوم 13 أكتوبر يوم التضحية يوم أن روى أول شهداء ثورة الجنوب الحديثة بدمائهم الطاهرة شجرة الثورة الأكتوبرية الثانية في منصة ردفان ، يوم أن تحولت ثورة الجنوب من ثورة صغيرة بمطالبها الحقوقية إلى ثورة كبيرة بمطالبها في إستعادة وطن محتل وهوية تتعرض للطمس والتشوية وتأريخ يحرف وتنهشه أكاذيب وخزعبلات المتخلفين القادمين من خلف أسوار التأريخ ومن عبث الهمجية والتخلف واللامدنية .

فثورتنا ثورة 14 اكتوبر تحمل في ثناياها رسائل عديدة ومشاهد سطرت ملاحم  الصمود والتحدي في وجه أعظم إمبراطورية عرفها التأريخ ، وكان الثائر الشهيد غالب بن راجح لبوزه ومعه كل أبناء ردفان الثورة والجنوب قد سطروا تلك الملاحم والإنتصارات البطولية التي لم يشهد لها التأريخ مثيلاً بشجاعة وإستبسال وصمود لا يحدث أبداً إلا في شعب واحد فقط وأرض واحدة هي أرض الجنوب الحر .

وللمشاهد أن يستشف أعظم مشهد وأبلغ رسالة من ثورة 14 أكتوبر المجيدة وهو المشهد  المتجسد في شعب الجنوب بانه الشعب الذي ورغماً عن كل تكالب ضده ومن أعتى دول العالم إلا أن الحرية لا تفارق تأريخه ولا تستطيع قوة في العالم مهما كانت ان تستعبده أو تذله أو تعبث بتأريخه ومكانته مهما كانت الظروف التأريخية التي يمر بها ، ويمكن للجميع ان يشاهدوا ذلك أيضاً على مستوى الفرد الجنوبي كنموذج لا جدال فيه .

فتحيه لهذا الشعب العظيم في الذكرى الـ49 لثورة 14 أكتوبر المجيدة والخامسة لشهداء منصة ردفان ، تحية لشهداء الجنوب الأبرار وجرحاه وأسراه وكل المناضلين الأحرار .. تحية أكتوبرية نوفميرية تصالحية تسامحية ثورية مملوئة بالحرية ومزوجة بالدماء الزكية ومعصورة بالكرامة الجنوبية من المهرة إلى حضرموت فشبوة وأبين إلى الضالع فلحج ومن ثم قلب الجنوب ونبضه عدن العاصمة الأبدية لدولة الجنوب .

فلنتوجه جميعاً إلى ردفان الثورة صباحاً للإحتفال بهذه الذكرى العظيمة ومن ثم إلى المعلا بالعاصمة عدن عصراً كي نحتفل بالمهرجان المركزي ، ولنكثف جهودنا ونجاهد بحماسة أكثر وإرادة أكبر كي تكون هذه الذكرى الـ49 لثورتنا المجيدة آخر ذكرى نحتفل فيها في ظل الإحتلال اليمني ، أملين بأن نتمكن من أن نحتفل العام القادم بالعيد الذهبي لهذه الذكرى المجيدة في ظل دولتنا الحرة المستقلة على كامل ترابها وسيادتها الوطنية بإذن الله .