عدن الغارقة في الظلام

أماني شريح

ربما نقرأ ما سيحدث في مستقبلنا و على الاخص في مستقبل مدينتنا عدن، إذ لا تزال قوى الظلام و الدمار تتحكم في مجريات الاحداث و ربما تتحكم ايضاً بردود افعال الناس بسبب خبرتها الطويلة في ممارساتها الاستبدادية على المواطن فكمّ التعذيب الذي تمارسة السلطة على أبناء مدينة عدن قد تجاوز حدود الازمة التي يدّعون و ارتقت الى جريمة حقيقية ترتكب، و حق ينتهك، و كرامة تداس لا رادع لأفعالهم تلك .

و تنتابني مخاوف بسبب ردود الافعال المختلفة من البعض ، و افكار سوداوية تتراقص امامي ، فإن لم تؤثر تلك التظاهرات السلمية و مسيرات الشموع و الغضب الفيسبوكي و الانهاك النفسي و الجسدي الجسيم الذي طال القوي قبل الضعيف ، و إن تجاوزت كل تلك التأثيرات حدود الصبر البشري فلن ينتج عن هذا سوى انفجار الانسان العدني من الداخل و هذا سينتج عنه دمار نفسي شامل حيث اللاأمل هو سيد اللحظة.
و سيتفاقم هذا الانفجار بوتيرة سريعة و سيتحول إلى انفجار شعبي واسع لا يمكننا تخيل أبعاده و لكنها بالتأكيد ستؤدي الى نتائج وخيمة.

و امام كل تلك الافعال التي تسعى من النيل من كينونة الانسان العدني و مدينته عدن الغارقة في الظلام و القذارة منذ أكثر من عام متذبذبين بين ( طفي و لصي )  ، هل ستنتظر يا محافظ عدن حدوث تلك الانفجارات التي ستؤثر بشكل خطير على المجتمع و تسارع برفع الحصار و العقاب الجماعي عنــّا ام سننتظر ان ينفض سوق عدن آخر مولد او جهاز شحن و تستعيدوا اموالكم مع الارباح !!! ام ستترك ادارة مدينة عدن تحت ايدي دولة الامارات تتحكم بنا كيف تشاء كما تفعل بميناء عدن ؟
فعجيب أمرك يا محافظ عدن ، كل العجب في امرك ، فعندما أقارن همّتك في فتوحاتك المدمرة السابقة و اقصد بها فتح شارعي المعلا و المنصورة و كلامك على قناة عدن و انت تدافع باستماته عن قوات الامن التي اسدلت ستار الحزن على اكثر من 13 منزل في المنصورة كونك ترفض بان يحكم السيطرة على عدن شخص آخر غيرك ،، اجدك الان ترتضي خاضعاً خانعاً بأن تتسيد دولة الامارات إدارة المدينة بدلاً منك ، و إلا فماذا يعني ان ترفض شركة موانئ دبي دخول الحاويات التي تحمل شحنة المولدات الخاصة بكهرباء عدن ؟ ربما يكون هذا الامر معلق على عاتق وزير النقل واعد باذيب الذي لم يحرك ساكن في حينه ، و لكننا لن نعفيك من مسؤوليتك كحاكم للمدينة لك السلطة فيها .
و ســـؤال اوجه لكم يا محافظ عدن ، يا وزير النقل، يا رئيس الحكومة و كلكم من عدن ، متى ستثبتون لعدن و أبناؤها انكم بالفعل ابناء عدن ؟