fbpx
مـاذا قـــدم العالم لليمن ؟

 

منذ ربيع الثورات العربية واليمن كغيرها من البلدان تمور مورا وتعصف به المشاكل والبلابل وتمزقها الفتن وتحيط بها المكائد والدسائس, ما زاد (طين) واقعها البائس (بلة) ومرارة والم, رغم كل تلك المحاولات البائسة والترقيعية التي قدمها الأشقاء والأصدقاء (لرأب) الصدع والشرخ (وسد) الهوة التي نشأت جراء هذا التمزق والتشرذم..

 

منذ ذلك الحين والبلاد والعباد تتناوحهم الأكف والزعامات والأهواء دون أن يستقر وضع البلاد على حال أو يهدأ له بال, والسبب أن من تبنوا تلك المبادرات لم يكونوا خائفين على اليمن وأهلها وإنما حملت مبادراتهم في طياتها حينما خطوها مصلحة لتلك البلاد والخوف على مصالحها من أن تتأثر من هذه الأزمات التي تتناوح اليمن وتعصف بها..

 

وإلا فما تفسير أن تظل اليمن ومنذ ذلك الحين وهي في مدها الانتقامي وجزرها الأجرامي الذي أتى على الأخضر واليابس وأهلك الحرث والنسل وأباد فرحة اليمنيين في مهدها بعد أن تنفسوا الصعداء من (ديكتاتورية) الزعامات المستبدة التي ظلت جاثمة على صدورهم لقرون عديدة..

 

فلو كانت تلك المبادرات (همها) الأول والأخير اليمن وشعبها دون غيرها والخوف عليها من أن تقع فيما هي عليه اليوم لضربت بيد من حديد كل من يسعى لأن يخرب البلاد ويقلق سكينة العباد وينشر الذعر والخوف والرعب في أوساطهم, ولما استطاعت مجاميع أن تحيل البلاد إلى (مرتع) خصب للفوضى والمشاكل والعبثية وغياب دولة القانون والنظام وتجريد الدولة وسيادتها من كل شيء لتغدوا اليوم وطن خاو على عروشه يندب حظه البائس..

 

للآسف الأشقاء والعالم أجمع (خذل) اليمن بشقيه وتركوه (كالمعلقة) فلا هم أقاموا دولة نظام وقانون يتساوى فيها الكل في الحقوق والواجبات (ويستتب) الأمن وتسود السكينة ولا هم أعطوا الجنوبيين حق (تقرير) مصيرهم وأعادوا لهم دولة بحدود ماقبل العام90م غير منقوصة, لعل الأوضاع في شمال اليمن أيضا تستكين وتعود لنصابها ومسارها الصحيح ويعيش الشعبين في وئام وسلام بعيدا عن نزعة العداء والبغض التي خلفتها تلك السياسية (الرعناء)..

 

واليوم يحصد الشعب اليمني (بشقيه) تبعات تلك السياسيات القذرة وتلك الحلول الترقيعية التي أتت بها المبادرات العقيمة, وتشظت الدولة وغدت لاشيء, بعد أن باتت أطلال دولة لاحكومة فيها, ولا رئاسة, ولاقانون, ولانظام, والكل يغني على ليلاه ويغرد خارج سرب الجماعة ويسير بعكس التيار ووفق هواه ومايمليه عليه أسياده وأرباب نعمته..

 

نحن في اليمن الجنوبي والشمالي (كنّا) نعول الكثير والكثير على تلك المبادرات والحلول التي تشدق بها الأشقاء والأصدقاء على أمل أن تخرجنا من (عنق) الزجاجة,ونسينا تماما أننا لن نجد في نارهم (ماء) يطفئ ظمئنا ويروي (عطشنا) ويحل مشاكلنا التي (قصمت) ظهورنا وأنهكتنا للغاية..