fbpx
  ويسألونك عن اللجان الشعبية ؟؟

 

 

قل هي سلاح ذو حدين، وتحركها يحمل الكثير ربما من السلب والإيجاب، بحسب ما تحمله من هدف وتوجه، هي لجان  لها ارتباط  بقيادات جنوبية في  السلطة والجيش اليمني، مما احدث نوعا من التساؤلات المشروعة داخل الساحة  الثورية والحراك الجنوبي السلمي، حيث هناك من يؤيدها ، وآخرين مشككين بتحركاتها .

لا نؤول في شأن تلك اللجان او نقف معها، ولا نقف عائقا أمامها، إلا في حالة تأكدنا من بروز مؤشرات خارج نطاق الثورة الجنوبية، لهذا علينا الالتزام بالنضال السلمي والمرابطة في ساحة الحرية، ونترك لكلِ دوره، فإن كانت تلك اللجان تعمل لمصلحة الجنوب واستقلاله، فإن ذلك سيكون رافداً للساحة والثورة السلمية، وسيحدث التكامل حتماً بتعدد المهام المرتكز على سلمية الثورة والمرابطين .

من الواجب الحفاظ  على مسافة بين الأمور والتطورات وعدم الاندفاع، وإن لم يكن أي تحرك سواء للجان الشعبية او لأفراد جنوبيين لمصلحة الجنوب، وأي حركة ستنشأ دون ان تعمل لأجل استقلال الجنوب، او لا تعير هدف شعب الجنوب اعتبار، ، ستجد نفسها مغردة خارج السرب .

أعضاء ” اللجان الشعبية ” كمسمى ارتبط بشخصيات جنوبية تعمل في الجيش اليمني، هم كأفراد مناضلين ومنخرطين في ثورة الجنوب، وحق لنا ان نعترف أنهم عملوا بصورة او بأخرى للدفاع عنه مناطق الجنوب من عناصر الإرهاب، وخاصة لجان ” أبين “، لكن الى الان لم يظهر وضوح ارتباطها بمكونات في الحراك كالعسكريين المتقاعدين مثلاُ او المجلس العسكري الذي قيل انه تشكل قبل أيام .

ما يهم الآن، هو التحرك، وعدم الوقوف عند حد معين، او التساهل في الأمور، وخاصة مع إصرار  بكل همجية لجان شعبية شمالية تابعة ” للحوثيين” بالتحرك نحو الجنوب بحجة مواجهة عناصر ” القاعدة ” مع ان تلك العناصر، باتت جميعها تقاتل في مناطق ” البيضاء وإب وتعز ” .

يجب الحذر، من أي نوايا لتحول مبدأ النضال السلمي للثورة الجنوبية، الى خيار مسلح،  لكون ذلك، سيعيق الثورة، وسيصفي الساحات، وسيخلق واقعاً لصراع مسلح مركب، يختلط فيه الحابل بالنابل، وقد تكون الفرصة سانحة أمام قوى معادية لثورة الجنوب التحررية لخلط الأوراق، وهي بانتظار اللحظة المناسبة للعبث بواقع الجنوب الواضح وثورته السائرة بسلميتها نحو هدف الاستقلال . فمثل ما لدى اللجان الشعبية الجنوبية المذكورة مسلحون، جاهزون لخوص أي معارك، هناك مسلحون  تابعون لجهات عديدة، منها جنوبية، وأخرى تابعة لمراكز نفوذ القوى الشمالية.

لو حدث لا سمح الله أي صراع مسلح في الجنوب، فإن ذلك سيكون بمثابة فتح باب، كبير، للدخول الى صراع طويل، لأن استخدام السلاح، قد يتم التحكم به في بداية الصراع، لكن لن يستطيع احد التحكم به فيما بعد، وسيأتي مسلحون ومليشيات، من أجل العبث، ويصبح الجنوب مسرحا لمشاهد الدم والجثث والقتل المجهول، ولن يتوقف عن هذا الحد، فاختلاط الأمر، سيبرز مشهد يقاتل فيه الجميع ضد الكل، والكل ضد الجميع وسيغيب الهدف، ويضيع المقصود، ولن يحقق أي طرف أي نجاح .

يجب الحذر من تحول الجنوب، وعدن بالذات، إلى ساحة صراع مسلح، وإذا كان هناك توجه لخلق أي واقع غير ما تظهره الثورة الجنوبية، يجب ان يوقفه الجنوبيين عند حده، وعلى اللجان الشعبية الجنوبية، وداعميها، ان يعملوا على حصر أفرادهم، وتوفير قيادة لهم قادرة على التحكم بأولئك الأفراد، وعدم استخدام السلاح إلا لإغراض وهدف واضح، وتمييز عناصرهم من العناصر الأخرى.