fbpx
تفنيد  لمقال ” عبدالعزيز الظافر ” وأسبابه العشرة للتمسك الحوثي بالوحدة اليمنية

 

كتب – أديب السيد :

ردا وتفنيداً لمقال نشره الكاتب ” عبد العزيز الظافر ” بالأمس تحت عنوان ” عشرة أسباب تؤكد تمسك الحوثي بالوحدة اليمنية ” ..

وهذا الرد ليس إلا جزءً يسيرا من جملة أسباب حقيقية وواقعية، توجب ” استقالة دولة الجنوب واستعادتها كاملة السيادة ” .. وقد أحببت أن أعنون مقالي بــ ( عشرة أسباب وأكثر توجب استعادة دولة الجنوب ) .

تنفيد 1  :

لا يعتبر الحوثيين ملزمين من الناحية القانونية بالحفاظ على ما تسمى ” الوحدة اليمنية “، ولا حتى الجهة السياسية .. وذلك بسبب الآتي :

  • ان ما تسمى ” الوحدة اليمنية ” انتهت قانونيا بحسب ” مخرجات الحوار اليمني ” التي نصت على تحول الدولة اليمنية المفترضة من دولة ” وحدة الى دولة اتحادية ” ونص على ذلك قرار مجلس الأمن وتأكيد كل الاطرف اليمنية السياسية عليه .
  • – ان الحوثيين ليسوا جهة شرعية ولم يعترف بها المجتمع الدولي، بل انه أدانها وباتت تعمل خارج نطاق القانونية .
  • ان هناك أحزابا سياسية يمنية مختلفة في رؤيتها للأوضاع ، لكنها أظهرت جميعها خلال مؤتمر الحوار اليمني انها متفقة على انتهاء الوحدة اليمنية، وان الجنوب أضحى تحت استعمار بالقوة العسكرية منذ حرب 94م .

تفنيد 2 :

قد يكون الحوثي حصل تسهيلات من الرئيسان اليمنيان السابق والحالي، ولكنهما ليسا بحسب ما ذكره الأخ ” الظافر ”  أنهما مخولان بمنح الحوثي صك الحفاظ والدفاع عن ” الوحدة اليمنية ” للحفاظ على مصالحهما .

وذلك بسبب الاتي :

  • أن الرئيسين اليمنيان السابق والحالي، هما من قادا حرب غزو الجنوب عام 94م، واحتلال الجنوب، وهما من قضيا على الوحدة اليمنية .
  • ان الرئيسين المذكوران، ليسا مخولان بالحديث عن بقاء الوحدة اليمنية او انتهاءها، كما ليسا من حقهما تخويل جهة غير شرعية بالدفاع عن وحدة اليمن بين الشمال والجنوب، وأي تحرك لهم في هذا الاتجاة سيؤكد تورطهما بالعمل لصالح جماعات مسلحة غير شرعية قانونيا .
  • – لا يعني أي تقدم للحوثي في محافظات ” اب وتعز والبيضاء ” الشمالية، إلا توسع في إطار حدود اليمن الشمالي المعروفة قبل الوحدة اليمنية، فيما أي توسع لهم في محافظات الجنوب، سيعد احتلالا مشابها لاحتلال قوات تحالف حرب 94 للجنوب، وبذلك يصبحوا نسخة أخرى من تلك القوى التي دمرت الوحدة اليمنية في النفوس ودفنتها الى الأبد وتمسكت بالوحدة الجغرافية بالقوة العسكرية.

تفنيد 3 :

سيطرة الحوثيين بالقوة العسكرية على صنعاء ومحافظات الشمال، تأتي نتيجة غياب الرؤية من قبل نظام صنعاء القائم، وعدم قدرته عن الدفاع على سلطته، وبذلك جاء الحوثيين كبديل له، أما الوحدة اليمنية فقد انتهت، وليس الحوثيين مخولين بالدفاع عنها، ولا يملكون الشرعية لذلك .

تفنيذ 4 :

راأى الكاتب ” الظافر ” انه من غير المنطقي ان الحوثيين يتخلوا عن 60% مما اسماها ” أراضي البلد ” تحتوي مواقع استراتيجية وثروات، فيما باتت لهم اليد الطولى والكلمة لهم .

وفي المقابل .. من غير المنطقي ان يدافع الحوثيين عن تلك الأراضي التي لا تخصهم، والتي تقع في دولة أخرى، بات شعبها اليوم يطاب باستعادتها .. وذلك للاسباب التالية ..

  • ان شعب الجنوب قال قراره وخرج قبل ان يوجد الحوثيين او يسيطروا على صنعاء ومحافظات الشمال، مطالبين باستعادة دولتهم التي دخلت في وحدة مع اليمن الشمالي، فغدر بها، وتم احتلالها عسكريا .
  • ان شعب الجنوب، وقف مع الحوثيين في محنتهم والحروب ضدهم، ومن غير المنطقي والأخلاق والشرع ان ينقلب الحوثيين على تلك المواقف اليوم، حتى يحاربوا او يقتلوا شعب الجنوب بمجرد سيطرتهم على قوات الجيش في الشمال .

 

تفنيد 5 :

 

ذكاء ومهارة زعيم الحوثيين اليوم، لا تقتضي ان يبرز عضلاته للدفاع عن الوحدة اليمنية المنتهية أصلاً، وليس الحوثيين من عملوا على تسريع دعوات ما اسماها الكاتب ” الانفصال “، لأن الثورة الجنوبية انطلقت وفي تصعيد مستمر ويومي منذ 2007م، ومطالب الشعب الجنوب لم تتغير لا قبل ولا بعد ظهور الحوثيين وأحكام سيطرتهم على الشمال .  أما رؤية زعيم الحوثيين وذكاءه ومهارته يجب ان تكمن في مدى رؤيته الجادة للعمل على إنهاء تلك ” الوحدة اليمنية ” التي بات يعاني منها الشعبين ” الجنوبي والشمالي ” .. وذلك للأسباب التالي :

  • ان شعب الجنوب عندما قرر الخروج بكامله الى الساحات للنضال السلمي، وضع هدفه بوضوح وأعلنها للعالم جميع في مليونياته الكبيرة وهو ” استعادة دولة الجنوب ” .
  • ان الحوثيين يدركون ان اعداءهم في الشمال يتربصون بهم، لتوريطهم في الجنوب، او تحريضهم على ارتكاب الخطأ الذي وقعوا فيه عند احتلالهم للجنوب، وتوريطهم في جرائم حرب وابادة جماعية ومجازر ضد الانسانية، ولا اعتقد ان الحوثيين سيكررون نفس تلك الممارسات .
  • ان الحوثيين يدركون حجم التغيرات التي طرأت على الساحة الإقليمية والدولية، والتي لها تأثير كبير على ما يحدث في اليمن والجنوب.

تفنيذ 6 :

  • ان اي اعلان للحوثيين عن تمسكهم بالوحدة اليمنية، هو موقفهم وهم أحرار فيه .. وذلك نتيجة موقفهم الحرج أمام بعض القوى الشمالية النافذة التي تريد ان تستخدم الحوثيين للحفاظ على تلك الوحدة التي جلبت لها مصالح وثروات نهبوها منذ غزو الجنوب عام 94م .. لكن ليس من حق الحوثيين ان يفرضوا او يحاولوا بالقوة العسكرية إجبار شعب الجنوب على التراجع عن هدف ثورته، ولو حدث ذلك فسيفجرون حربا شمالية جنوبية .
  • أما انه لم يصدر موقف رسمي من الحوثيين حول الوحدة اليمنية او موقفهم من دعوات الشعب الجنوب باستعادة دولته، وذلك .. لكون الحوثيين يدركوا مخاطر المرحلة وحساسيتها .. لكنهم أكدوا كما أكد زعيمهم انهم لن يقفوا ضد إرادة الشعب الجنوبي .. رغم حديثه عن الحقوق المنهوبة واستعادته، إلا ان ذلك الحديث جوبه بالرفض الشديد من قبل الشعب الجنوبي، ومليونية 14 أكتوبر الاخيرة أوضحت لهم ذلك بجلاء .
  • ان مؤتمر الحوار اليمني ومخرجاته التي تحدث عنها ” الكاتب الظافر ” أكدت على ” دولة اتحادية ” وليس ” وحدة ” وجعلتها مفتوحة التحديد، بالنسبة للأقاليم .. غير ان قوى النفوذ والفيد التفت عليها وضغطت من اجل اعلان تقسيم الاقاليم الذي يرفضه الحوثيين ايضاً .

تفنيد 7:

نصح الكاتب الحوثيين .. بان عدم حفاظهم على الوحدة اليمنية سيطيح بمشروعهم في إقامة نظام يمني قوي .. وهذا قول خاطئ بالجملة للاسباب -الاتية ..

  • ان الوحدة اليمنية التي يتحدث عنها الكاتب، قد انتهت قانونيا مثلما تحدثنا سابقاً/ وشعبيا في الجنوب .. وهي اصلاً سبب رئيسي في المشاكل التي اجتاحت اليمن والجنوب لوجودها كخلل سياسي تاريخي ومنبع لتصدير المشكلات .. ولأنها بنيت بطريقة خاطئة وعلى قواعد ضعيفة وغير شرعية وبطريقة ارتجاليه ..
  • أن أي تمسك بالوحدة اليمنية يعني الأبقاء على الثورة التحررية في الجنوب وإعطاءها الدعم في تصعيد الموقف، وعطاءها خيارات مفتوحة لتحقيق استعادة دولة الجنوب .
  • أن دولة الجنوب معروفة للعالم اجمع، ومرسمه لدى النظام الجنوبي قبل الوحدة، ومعترف بها دولياً ..
  • أن الدولتين لم يسبق أن كانتا متوحدتين من قبل ، وهذا مؤكد بأبحاث ووقائع تأريخية .
  • ان الدولتين تمتلكان وثائق استقلال كلاً منهما ، فدولة الجنوب لديها وثيقة الاستقلال من بريطانيا وقعت يوم ” 30 نوفمبر1967م ” والمعنونة بــ” وثيقة استقلال جمهورية الجنوب العربي ” والتي تنص على ان دولة اليمن الجنوبية الشعبية – دولة مستقلة ” . كما أن دولة الشمال لديها وثيقة بعد ” 26 سبتمبر 1962م ” غيرت فيه اسم الدولة والنظام الملكي من ” المملكة المتوكلية اليمنية ” الى ” الجمهورية العربية اليمنية ” .

تفنيد 8 :

اما ما قال عنه ” الكاتب الظافر ” في ان من شأن الانفصال الحد من قدرة الحوثيين في تحقيق احد أهم أهدافهم المتمثل في محاربة الإرهاب .. وان محافظات الجنوب شبوة وابين وحضرموت معاقل الارهاب .. فذلك قول يخرج وما كان يقوله المخلوع ” صالح ” من مكان واحدة .. وعلى الجميع معرفة الحقائق التالية :

  • ان محافظات الجنوب لم تعرف الارهاب والتشدد في تأريخها، إلا من بعد الوحدة اليمنية، وحينما غدت قوى تحالف 94 ضد الجنوب .. تلك الجماعات الارهابية لقتال الشعب الجنوبي بفتاوى اصدرها مشائخ دين شماليون .. كفروا فيها شعب الجنوب واباحوا دمه .. وهو ما ادى الى انتشار تلك العناصر بدعم ورعاية من قبل قيادات عسكرية شمالية لا تزال موجودة ضمن قوام الجيش اليمني الذي سيطر عليه الحوثيين وباتوا منضمين لهم.
  • ان تصدير الارهاب الى الجنوب، كان مخطط شمالي، لتصفية كواد الجنوب العسكرية الذي تم تنفيذ اغتيالات بينهم وصلت الى مئات القتلى.
  • ان شعب الجنوب حارب الارهاب..ووقفت لجان ثورته التحررية بقوة امام تلك العناصر، التي سلمها قيادات عسكريون شماليون معسكرات بأكملها للعبث بأمن واستقرار الجنوب وخلط الأوراق على ثورته التحررية .
  • انه لا احد يستطيع انهاء ومحاربة الإرهاب الا بيئة طاردة للارهاب وهو ما حدث في الجنوب، رغم الدعم المتواصل من الشماليين للقاعدة بالعتاد والمال، وان تطهير أبين وشبوة وحضرموت خير دليل لذلك .

 

تفنيد 9 :

قال الكاتب .. ” ان القبول بالانفصال معناه الاقرار بتقسيم اليمن وفق المشروع الاستعماري القديم في المنطقة كما يعني التخلي عن الحق التاريخي في عدن ومناطق جنوبية أخرى كان الامام يحيى يرفض الاعتراف بها وكانت الصبيحة وشبوة أهدافا رئيسية لقواته ”  ..

 

والحقيقة .. ان المسألة ليست (( انفصال )) مثلما وصفها، وهو قول مجافي للحقيقة وللتأريخ .. فالجنوب كان دولة كاملة وقوية ومستقرة، ولديها علمها واعترافها من قبل الأمم المتحدة .. ولم تكن جزءً من الشمال حتى يتم وصف ذلك بــ” الانفصال ” ..  ولهذا استعادة دولة الجنوب لا يأتي ضمن مخطط مشروع التقسيم لأنها لها الحق القانوني والسياسي والتاريخي اقامة دولتها التي ستكون عامل استقرار كبير في المنطقة العربية وعلى ممر الملاحة الدولية في باب المندب وبحر العرب .

أما حديثه عن الأمام يحيى .. فهو لا يستند الى تأريخ وحقيقة، وان حدث فهي ادعاءات باطلة .. لكن كان يحدث مناوشات واشتباكات في الحدود بين الجنوب والأمام الذي كان يحكم المملكة المتوكلية .. وكانت هناك تفاهمات واتفاقيات بين الجانبين بعد كل حرب، وحتى بعد انقلاب 26 سبتمبر62 وإقامة الجمهورية العربية اليمنية .. كانت تحدثت حروب بين الدولتين تنتهي باتفاقيات تهدئة .

 

تفنيد 10 :

تحدث الكاتب بما يعني ان استعادة دولة الجنوب لا تنسجم مع التفاهم الإقليمي والدولي حول اليمن واستخدامهم للحوثيين لمحاربة الارهاب ..

وبالنسبة لاستعادة دولة الجنوب .. فمعروف ان السياسات لا تقف عند تصريح إعلامي او مواقف ثابتة .. ولهذا فالتغيير الذي حصل مؤخراً بسيطرة الحوثيين الموالين لدولة إيران .. قد غير النظرة لدى الإقليم ودول العالم نحو اليمن .. وذلك للأسباب التالية ..

  • ان السعودية تعد مخزن العالم النفطي، وان سيطرة الحوثيين على المحافظات الشمالية والمنافذ البحرية في حجة والحديدة، يفتح خطوط تواصل مباشرة مع إيران، وهذا يشكل خطراً حقيقا على مصالح العالم في المملكة السعودية والخليج .
  • ان أي سقوط او سيطرة حوثية على باب المندب .. سيؤدي الى مخاطر كبيرة على المملكة السعودية ودول الخليج التي تقع فيها مصالح دولا كبيرة من العالم .. وهو ما لم يسمح به الخليج او المجتمع الدولي ..
  • ان كان هناك ضوء دولي اخظر للحوثيين مثلما قال ” الكاتب ” بالسيطرة على محافظات الشمال، فذلك لا يعني سيطرتهم على ” باب المندب ” . بل انه مؤشر قوي .. على منح الحوثيين ” حكم الشمال ” مقابل استبعادهم عن حكم ” باب المندب ” لكون ذلك يسهل على إيران الضغط وابتزاز العالم لتنفيذ مشروعها النووي وإنتاج القنبلة النووية .. وأشياء أخرى .
  • قال الكاتب ان السعودية تفضل سيطرة الحوثيين على اليمن من سيطرة من اسماهم ” داعش ” .. والحقيقة تقول ان الطرفين لدى السعودية يشكلان نفس الخطر .. والدليل ان السعودية وضعت الجهتين ضمن قائمة ” الجماعات الإرهابية ” .. وهذا الديباجة مفروغة .. لكون استعادة دولة الجنوب هي الضامن للسعودية من عدم سيطرة ” الدواعش ” او “الحوثيين ” على باب المندب .. الذي يشكل رئتها وكل دول الخليج .. وإذا ما سقط في أيدي الحوثيين او الدواعش .. فستكون السعودية تحت الحصار الخانق ..