fbpx
الزعيم .. أنت بواد والوطن بواد!!

لايزال الرجل ينفش ريشه ويتبجح في زهو وفخر وتعال, يلوح تارة بيده, وتارة يرسم ابتسامة تخفي شيء من الكبرياء لكل الحاضرين حوله, يوزع إبتساماته التي عرفها الشعب منذ أن تربع كرسي الحكم ولم يبارحه, وأستأثر به هو وحاشيته وأهله وكل من ينفذ أوامره ويطيع تعليماته دون إعتراض أو نقاش..

في كل لقاءاته وحفلاته ومجالسه يظهر بمظهر ذلك القوي الذي يجاهد نفسه أن لايرى الآخرين إنكساره وحسرته وعويل دواخله على (كرسي العرش) الذي سلبته أيادي الشباب من تحته وتركته يتخبط دون هداية أو معرفة.. لم يستوعب بعد الرجل أنه بات ماض لا يتمنى أحد أن يتذكره أو يتذكر فصول حكمه التي ذاق فيها الشعب الويل والثبور وعظائم الأمور وتجرع المرار بشتى صنوفه وكؤوسه, أو أنه لا يريد أن ينظر إليه الآخرين وهو في حال الإنسان العادي الذي سلب منه كل شيء وجرد من كل شيء ولم تشفعه له ألاعيبه وخططه ومكائده ودسائسه, وكل الترسانة القبلية والولاءات التي أشتراها ممن باعوا ذممهم وضمائرهم مقابل (حفنات) من التراب,وبات الزعيم هو الوطن والوطن لا شيء دون الزعيم في مذاهبهم ومعتقداتهم..

الزعيم كما يحب أن يلقبه أتباعه ومن يقدسونه ويتغنون بأسمه وبطولاته,لم يدرك بعد أن عقارب الساعة لن تعود للخلف وأن عجلة الزمان لن تدور عكس التيار أو تعود أيامه ولياليه وبطولاته وماضيه مهما فعل المخربون ومهما عاث في الوطن فساد العابثون الذين لايهمهم أن تقوم لهذا الوطن قائمة أو ترفع له رأيه بقدر ما يهمهم إبتسامتك ورضاك عنهم وأستلام مكافئات تخريبهم وعبثهم بالوطن ومصالح الشعب.. فكفاك تبجحا, وكفاك غرور فأنت بواد والوطن بواد, وأنت لا زلت تعيش أيام المجد المصطنعة والبطولات البائدة,وأعلم أن الوطن احوج ما يكون اليوم لأصطفاف أبناءه وتكاتفهم وتظافر جهودهم وتعاضد سواعدهم وتوحد قواهم,ليرتقي ويزدهر ويسمو ويعلو ويتطور ويواكب ركب التطور ويلحق بتلك الدول التي ترفعت عن سفاسف الأمور وصغائر الأشياء..

أعلم أن الوطن الذي منحك بالامس كل شيء دون أن يبخل عليك بشيء وأخذت أنت منه كل شيء ولم تبق له ولأبنائه أي شيء يلفظ كل من يتنكر له ولا يبق في جوفه أحد مهما علا شأنه وذاع صيته وتقدس سره, ويلقي به إلى مكان سحيق أو يهوي به إلى الحضيض.. كفاك أنت وأبواقك الإعلامية نهشا في جسد هذا الوطن وكفاك ضحك على ذقون البسطاء الذين لم تعد تنطلي عليهم خططكم ودسائسكم ومكائدكم وماترمي إليه محاولاتكم الفاشلة التي تهدف إلى شق الصف وإشعال فتيل الأزمة فيما بين أبناء الشعب وتحويل الوطن إلى مربع عنف تزهق فيه الأرواح وتسفك فيه الدماء وتستنزف وتنهب فيه الخيرات والثروات..

ثم ألم تمل بعد من تلك الضجة الإعلامية التي صنعها لك إعلامك المأجور حول نفق (الموت) كما يحلو لك ولأتباعك ان تسموه,وأعطيتموه حجما لا يستحق ومكانة لايستحقها البته والكل يعلم من أوجده ومن أفتعله في هذا التوقيت الحرج الذي يمر به الوطن, وهذا المنعطف التاريخي الهام الذي تشهده البلاد.. ثم دعني أسألك أنت وأعلامك وأتباعك ألا تستحق تلك الجماجم التي سقطت, وتلك الأرواح التي أزهقت, وتلك الدماء سفكت, وتلك الأجساد التي مزقت وتناثرت أن تحظى بأقل القليل من وقت إعلامكم؟ أم أنها لاتساوي شيء بالنسبة لك ولأتباعك..؟

تذكر أنت وأعلامك الذي (صم) آذاننا بتلك التقرير الجوفاء وتلك المشاهد (المكررة ) التي لاتخلوا من الزيف والكذب والدجل كم أرواح أزهقت في شتى مناطق ومحافظات الوطن, وكم من أسر شردت ودمرت منازلها وحياتها بفعل سياسياتكم ومناكفاتكم السياسية التي خلفتموها للوطن والشعب..

أعلم جيدا أن (نفق الموت) الذي لايزال إعلامك يهذي به ليل نهار والذي لايزال المهنئون يتوافدون من أجله لا يساوي قطرة دم سفكت في (المعجلة) بأبين أو يساوي (نهدت) مظلوم نزح عن منزلة, أو يساوي دمعة أم ثكلى في الضالع, أو يساوي صرخة أب مكلوم في جمعة الكرامة بصنعاء, أو يساوي نظرة طفلا تائه يبحث عن وطن عبثتم به أنتم وسياستكم القذرة.. وأخجل أنت وإعلامك من حال الفرح واللأمبالاة التي تعيشونها والوطن يمر بمشاكل جمة وظروف حالكة وصعبة جدا, وأستشعروا حالة الضياع التي يعيشها الوطن والمواطن, ولا داعي لتلك المشاهد اليومية والتقارير الإعلامية التي أصابتنا (بالرمد) ونحن نطالع إعلامكم الذي لم يجد في هذا الوطن رغم إتساعه شيء يستحق الإهتمام غير (نفق) الموت وحياة الزعيم.