fbpx
هل آن الأوان .. لاستعادة موارد الجنوب الاقتصادية !!

 

ثروات الجنوب الاقتصادية، التي يغتصبها الناهبين والنافذي والمشائخ الشماليين، هل آن الأوان لاستعادتها، وتوظيفها من أجل تنمية الانسان والعمران في الجنوب ..؟

اعتقد ان الأوان قد آن، لفعل ذلك، وان على رأس المال الجنوبي النزول الى مؤسسات الجنوب الاقتصادية، والاستثمار فيها، لعدم ترك اليد النافذة مسيطرة على الاقتصاد الجنوبي ومؤسساته ومنشئاته، وهذا حق يجب فعله كتطور دراماتيكي للبدء فعلياً في نزع وابعاد النهب ومحاربته في الجنوب .

إن الثورة الجنوبية، وبعد سنوات من اندلاعها، وبعد أن وصلت وتغلغلت في  أغلب المجالات ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات، وبات اغلب الجنوبيين، مسئولين وغير مسئولين، مؤمنين بحق ابناء الجنوب في سياداة وادارة اقتصادهم، يجب ان تنتقل إلى الواقع العملي، عبر الاقتصاد، الذي يعد اهم شيء فيما تقتضيه وتهدف إليه ثورة الجنوب التحررية .

فتحرير المؤسسات الاقتصادية والمنشئات من قبل تجار ورؤوس المال الجنوبيين، بات مهمة وطنية عاجلة، وجب بان تستغل فيها الفرصة، للظفر بالأولوية في الاستثمار الغير مرتبط بنافذين وتجارا شماليين طالما سيطروا ونهبوا ، وارتقوا بتجاراتهم من مؤسسات الجنوب ومدخراته والاستثمارات فيه ، ومن هنا ستتم السيطرة على الموارد الاقتصادية للجنوب من قبل جنوبيين، يحسون بمعاناة شعبهم، ويعون كيف يديرون ويحفظون المؤسسات الجنوبية والاقتصاد المتناسب مع التنمية المحلية للمجتمع الجنوبي والانسان الجنوبي ومعيشته  .

لقد آن أوان هذه الثورة الاقتصادية  والمهمة الوطنية وحانت ساعتها، والتي ستكون امتداداً من ثورة الجنوب العظيمة المطالبة باستعادة دولة الجنوب، ،حيث من خلالها سيتم  توجيه ضربه قاصمة لنظام صنعاء الذي لم يعد لديه أي مرتكز غير ثروات ونفط الجنوب ومحاولة التشبث والصمود للبقاء على قيد الحياة النهبوية الظالمة ، وبهذا سيدق الجنوبيون المسمار الأخير  في نعش السلطات اليمنية التي يحتل جيشها أرض الجنوب ودولته ويغذي تجاره ونافذيه وعصاباته تحركات مشبوهة ومسلحة هنا وهناك، بينها تنظيم القاعدة، وحتى الجيش اليمني وكتائبه وألويته التي تعيث قتلاً وفسادا وتدميرا لمناطق الجنوب، وليس ما حدث لأبين سابقاً، ويحدث لحضرموت ولحج والضالع إلا دليل جلي وواضح . وكلها من ثروات ونفط الجنوب .

ومن هنا وجب القول، انه لا يجوز التوقف بالثورة الجنوبية عند مرحلتها ومسيراتها في الساحات والميادين ، بل يجب الانتقال إلى المربعات الأكبر والاهم .

نزول رأس المال الجنوبي،  يعني تجفيف المصدر الاقتصادي الوحيد لسلطات صنعاء و دخول الثورة الجنوبية مرحلة العد التنازلي لإستكمال التفاصيل النهائية للتحرر والانعتاق من الاستعمار الشمالي اليمني ، حيث تعد الثورات الاقتصادية من أهم الثورات على الإطلاق  لإرتباطها بكل الجوانب الهامة في حياة الشعوب والمجتمعات الإنسانية .

وستكون تلك المهمة التي سلتقى بالفعل ارتياح شعبي جنوبي، نقلة نوعية وعملية موسومة  ستحسب لرجال المال والاعمال الجنوبيين والمغتربين منهم في الخارج .

ومن شأن السيطرة على ثورات الجنوب وطرد الناهبين بأنها لن تتركز فائدتها فقط على مستوى الداخل الجنوبي بل على مستوى عالمي ، سيثق العالم عندها، بقدرة الجنوبيين بكل فئاتهم وفي مقدمتهم التجار ورؤوس المال، على إدارة دولتهم، وعلى صنع تحول اقتصادي سيحد من كثير من المشاكل الإجتماعية والتقاتل والأزمات التي تحدث في هذه المنطقة الهامة من الجزيرة العربية .

فالعالم حين ينظر الى الثورات الشعبية كما هو ظاهر اليوم لا ينظر إلى حجم التحرك الشعبي أو المشاركة الشعبية ، بل ينظر إلى عملية السيطرة على الثروات ومنابعها التي تكمن فيها مصالح العالم  .