fbpx
تسارع احداث الصراع ينذر بحرب أهلية بين فرقاء الحكم بصنعاء .. ما هي حقيقة الانقلاب على ” هادي ” تقرير خاص
شارك الخبر

صنعاء – تقرير – خاص :

أكدت تطورت الأحداث الأخيرة في صنعاء، خطورة الأوضاع السياسية والميدانية، في مركز الحكم والصراع حوله بين الأقطاب المتصارعة التي أفرزتها مرحلة ما بعد 2011م .

وشهدت صنعاء خلال الايام القليلة الماضية، أعمال عنف، وأغلقت الشوارع العامة والرئيسية، خلال مسيرات وصفها الكثيرين، بأنها إرهاصات لمخطط انقلابي على حكم الرئيس ” هادي” تقف خلفه أيادي الرئيس السابق” صالح” وأنصاره وبعض مراكز حلفاءه القبلية والدينية والعسكرية.

ولا تزال الأزمة المتصاعدة في صنعاء بين الرئيس هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهي ليست وليدة اللحظة، بل ناتجة عن تراكمات منذُ استلام هادي السلطة حيث يعتبر الرئيس السابق ان هادي جاء عبر محاولة انقلابية أخذت منه السلطة وأبعدت المقربين منه من مراكز صنع القرار، وبحسب سياسيين يمنيين، فإن صالح يحاول الانتقام ليس فقط من الرئيس هادي وحلفائه الجدد، مستخدما أساليب تعذيبه للشعب، تتمثل في  تخريب خطوط الكهرباء و تفجير الانابيب عبر ادواته القبلية التي كانت تدين له بالولاء .

ويسعى ” صالح ” إلى عرقلة جهود هادي وخلق المشاكل والصعوبات وتوتير الاوضاع  بنفس الأدوات التي كان يستخدمها أثناء حكمه، حتى يظهر للمواطن العادي أن لا شيء تغير وان نظام علي عبدالله صالح كان أفضل بكثير من النظام الحالي ، وتبلور ذلك من خلال وسائل اعلام المؤتمر التي كانت تردد هذا الكلام وأخرها رفع شعار ” سلام الله على عفاش ” في مسيرات صنعاء الأخيرة، وهي رسالة واضحة ان نظام علي عبدالله صالح أفضل بكثير من النظام الحالي .

هل شهدت صنعاء محاولة انقلاب على هادي ؟

الأربعاء الماضي  وصل التوتر ذروته في صنعاء حيث خرج المئات من المواطنين وقاموا بقطع الشوارع الحيوية والرئيسية واحرقوا الاطارات ورفعوا صور الرئيس اليمني السابق علي صالح ورددوا شعارات أبرزها ” سلام الله على عفاش “،  وهي ما قالت مصادر أمنية، في صنعاء، انه بداية لمحاولة إسقاط صنعاء وإدخالها في الفوضى مجدداً للوصول الى الانقلاب على الرئيس هادي .

وعن تلك الأحداث قالت وسائل إعلام دولية، أن ما حدث كان محاولة واضحة من بقايا النظام السابق بالشراكة مع حلفائه الاستراتيجيين لإسقاط صنعاء بعد خطوات مستميتة خلال الفترة القليلة الماضية لإشعال الحروب والمعارك في كل المناطق المحيطة بصنعاء.

وقالت ” القدس العربي ”  أن الأمر بدا واضح من أن أعمال الشغب كانت محاولة لإشعال الثورة المضادة ضد نظام هادي، بعد أن تم نقل المواجهة الى العاصمة صنعاء عبر اختلاق أزمة المشتقات النفطية وضرب الأبراج الناقلة للطاقة الكهربائية وإصابة كافة الخدمات العامة بالشلل التام من ماء ومواصلات عبر أدوات الدولة العميقة ومحاولة تفجير الوضع في الشارع تحت مبرر المطالبة بالخدمات العامة .

وفي المقابل، قال سياسيون ومراقبون عن كثب، ان المسيرات لا يبدو عليها إثر انقلاب، ولكنها مسيرات عادية كانت كنتيجة للمعاناة الشديدة التي بات الناس يتكبدونها، وانعدام المشتقات النفطية، والخدمات الأساسية، خاصة في ظل فشل حكومة الوفاق والرئيس ” هادي” في إحراز أي تقدم يعالج تلك المشاكل التي باتت متفاقمة، وتقود الى إنهيار كامل وزيادة معاناة الشعب .

واعتبروا، ان الحديث عن عملية انقلاب، هو مجرد عمل، يبرر قمع المحتجين، وإخمادهم، وكسب التعاطف مع ” هادي” الذي بات عاجزاً عن أي اجراءات تزيل تلك المعاناة، ومتورطاً من كل اتجاه بصراعات ومشاكل متفاقمة تهدد مرحلة العملية السياسية الانتقالية التي يقودها ” هادي ” والتي قد تقود الى حرب أهلية .

خطوات إستباقية .. اغلاق قناة ” اليمن اليوم ” :

على ضوء كشف المخطط الانقلابي ، أكدت مصادر أمنية، اقتحام الحرس الرئاسي التابع لــ”هادي” لمبنى قناة ” اليمن اليوم ” التابعة لــ” صالح ” ومصادرة أجهزتها، وإيقافها عن البث، كان عملاً استبقاياً من ” هادي” لإفشال خطوات الانقلاب التالية للمسيرات وقطع الشوارع بصنعاء.

وشكلت عملية اقتحام قناة ” اليمن اليوم ” مفاجئة، وخطوة جريئة اتخذها هادي بحق الرئيس السابق علي صالح وتأتي كإجراء احترازي من استغلال انعدام المشتقات النفطية  وانقطاع الكهرباء لتحريض الشارع ضد الرئيس هادي .

السلطات اليمنية، بصنعاء بررت عبر صحيفة الثورة الرسمية ايقاف قناة اليمن اليوم واقتحامها، لكونها قناة أصبحت أداة للتخريب والعنف وإشعال فتيل الفتنة وتهديد السلم اﻻاجتماعي وأصبحت تمثل خطرا على امن واستقرار الوطن . حد التوضيح الذي نشرته ” الثورة” في عددها يوم الخميس .

وان قناة اليمن اليوم تتبع حزب المؤتمر اﻻ ان قياداتها ﻻ علم لها بمن يديرها وبأي سياسة إعلامية تدار وأنها لم تحصل على تصريح رسمي من وزارة الاعلام ، معتبرة ان إغلاقها جاء بعد ان تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأصبحت وسيلة هدم تناهض ارادة الشعب اليمني في التغيير وبناء دولة  .

إدارة القناة وموظفيها، اعتبروا أن ما تعرضوا له، هو تهديدٌ صريحٌ لأجواء الوفاق الوطني ويهدد بنسفه .محملة الرئيس اليمني كامل المسؤولية عن كل ما حدث لموظفي القناة من انتهاكات وترهيب وتنهب وتهديد ووعيد ، داعين نقابة الصحافيين والاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمات حقوق الانسان الى اتخاذ موقف حازم إزاء ما حدث للقناة وموظفيها.

تداعيات إغلاق قناة ” اليمن اليوم ” :

لاقت عملية اقتحام وإغلاق قناة “اليمن اليوم ”  إدانات واسعة، واستهجان شرائح مختلفة سياسية وإعلامية ونقابية، ووصفت بعض الإدانات عمل الحرس الرئاسي بالقناة، بأنه اعتداء صارخ، على الحريات الاعلامية، وخطوة من شانها، أن تتكرر مع بقية وسائل الاعلام المعارضة لحكم ” هادي” .

وفي رد لـ”صالح” الذي تعتبر ” اليمن اليوم” الى جانب قناة “أزال ” متنفساً له، قال صالح أن رده سيكون قاسياً، بما معنى ما كشفت عنه الصحفي في قناة “اليمن اليوم” – نبيل الصوفي .

ومن شأن إغلاق ” اليمن اليوم” ان يكسب صالح تعاطفاً كبيراً، خاصة وأن صالح لا يزال ذا نفوذ كبير، وبإمكانه الرد بقوة على ما فعله الحرس الرئاسي التابع لــ”هادي” .

 

 

 

أسرار التغيير الوزاري :

شكل التعديل الوزاري الذي أجراه هادي يوم الاربعاء، والمتضمن تغيير عدد من الوزراء بحكومة ” الوفاق “، مفاجئة للقوى السياسية المختلفة باليمن، حيث جاء التغيير دون معرفة أو علم بعض القوى بها .

ويشير التغيير الفجائي إلى أنه مجرد امتصاص لغضب الشارع فقط، الذي تنذر مسيراته بتسارع اشتعال نار المسيرات، ومن ثم اعتبارها مسيرات، تطالب بإسقاط ” هادي” من الحكم، مثلما حدث ذلك لــ” صالح ” .

ولم يقتصر اشتراك أعضاء صالح بالمسيرات التي خرجت بصنعاء، بل كانت فصائل احزاب المشترك ” المعارضة سابقاً” بانتظار لحظة تواصل تلك المسيرات للدفع بعناصرها إليها وتوحيد مطلب إسقاط ” هادي ” وحكومته . بحسب مراقبين .

التغيير الوزاري الجزئي اعتبرته بعض احزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها ” الاشتراكي” وكذلك الحوثيين، بأنه لن يزيد الوضع السياسي في اليمن، إلا وبالاً، باعتباره يكرس المحاصصة الحزبية ويزيد من فجوة الصراع على الاستئثار بمراكز القرار بين القوى السياسية ، ويكرس نهج اقصاء شركاء السياسية والحكم .

ووصفت إحدى ناشطات ثورة التغيير الشبابية 2011م، قرارات هادي الأخيرة، بأنها مجرد ” تدوير النفايات” ولا تقوم على أساس الكفاءة والخبرة .

وقالت ” بشرى المقطري ” أن وزارة الاعلام التي عين فيها ” نصر طه مصطفى” باتت بيد حزب الاصلاح، والذي جاء خلفاً للوزير “علي أحمد العمراني”، معتبرة ان تعيين ” صخر الوجيه ” الذي كان وزيراً للمالية محافظا للحديدة هو كارثة، مرسله تضامنها مع أهالي الحديدة . حد وصفه .

واعتبر سياسيون آخرين، أن تلك التعيينات الوزارية، هي مجرد إجراء من ” هادي” للاستئثار بدار الرئاسة، وإبعاد ” نصر طه مصطفى ” الذي احدث مشاكل عديدة لــ”هادي” منذ تعيينه قبل عامين، واستبداله بالدكتور ” احمد عوض بن مبارك ” المقرب من هادي .

وسبق عملية التغيير الوزاري، أعمال تخريب واسعة للكهرباء، حيث تم ضرب الكهرباء وإخراجها عن الخدمة بالكامل لمدة يومين كاملين، ورفضت بعض قبائل مأرب، السماح لفرق الاصلاح بإصلاح الكهرباء، مما جعل قوات الجيش تقوم بتوجيه ضربات مدفعية على مخربي ابراج الكهرباء في مأرب واشتبكت مع مجموعة من عناصر التخريب وقطاع الطرق ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ستة وتدمير اثنتين من سياراتهم وضبط سيارتين آخرتين مع مدفع هاون وأسلحة متوسطة، والتمكن من إصلاح الكهرباء.

 

تحقيقات سرية للجنة العقوبات الدولية بصنعاء :   

تواترت المعلومات، بشان إجراء لجنة العقوبات الدولية، تحقيقات مع ابرز القيادات في صنعاء، بينهم ” علي عبدالله صالح – وعلي محسن الأحمر “، إلا أن الأخير رفض الحضور بناءاً على دعوة اللجنة التي تحدثت مصادر إعلامية بصنعاء، انها وصلت الأسبوع الماضي بشكل سري ، فيما حضر الأول أمام اللجنة، ولكن لم يتم الكشف عما دار بينهم ، غير ما نقلته صحيفة محلية عن مصادر قالت انها خاصة، كشفت ان أعضاء فريق اللجنة وجهوا لصالح مجموعة من الأسئلة والاتهامات المتعلقة باعتباره احد المتهمين بعرقلة التسوية السياسية في اليمن، حسب التهمة المرفوعة ضده من بن عمر ، والذي قالت المصادر انه طالب مجلس الأمن إخراج صالح من اليمن مدة لا تقل عن 20 عاما، وأن صالح وفق رده على استفسارات أعضاء اللجنة أوضح لهم دوره في نقل السلطة الى هادي وتحامل بن عمر عليه ومساندته لخصومه السياسيين.

وقالت مصادر دبلوماسية يمنية، الخميس، أن اللجنة وضعة اسماء بارزة في قوائم تجميد الأموال التي ستباشر اللجنة أعمالها بتدشينها، كإجراء أولي يسعى لإخضاع تلك الأسماء للقبول بإجراءات العملية السياسية التي يرأسها ” هادي ” .

ذكرت مصادر سياسية وإعلامية في صنعاء  ان اعضاء فريق الخبر في اللجنة الدولية للعقوبات وصلوا صنعاء قبل أيام لتحقيق مع شخصيات بارزة في النظام اليمني حيث طلبوا من الرئيس السابق علي صالح الحضور ظهر امس غير انه فاجأهم بالحضور مساء الخميس بحسب صحيفة محلية تصدر في صنعاء ، وذكرت الصحيفة ان اللواء علي محسن الاحمر رفض الحضور ولم يستجب للدعوة .

 * تقرير أديب السيد خاص بـ صحيفة ” يافع نيوز الورقية “

 

 

أخبار ذات صله