fbpx
الغش كارثة تهدد الأجيال ومستقبل وطن ” تقرير خاص “
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص

لم يعد منها إلا الاسم فقط انها ما يسمى ظلماً وزوراً  الامتحانات الوزارية للصف الثالث ثانوي وتاسع، حيث يؤدي الالاف من الطلاب الامتحانات النهائية في ظل أزدياد ظاهرة الغش وبشكل لم يسبق له مثيل من قبل، و يشارك الجميع تقريباً في تدمير العملية التعليمية وإضعافها من خلال تمرير هذه الامتحانات ومساعدة الطلاب على الغش تحت حجج واهية ومبررات غير منطقية .

مدراء المدارس والمدرسين وأولياء الأمور والأمن كلهم مشتركين في عملية مهمتها تدمير الأجيال والوطن ، من خلال تسهيل عملية الغش للطلاب و إضعاف العملية التعليمية والاسائه لها وتدمير الرغبة عند الطلاب الاذكياء في المنافسة والإبداع .

كل ذلك يأتي من خلال سياسية ممنهجة لتجهيل الأجيال وتدمير الجنوب من خلال تدمير ابنائه والقضاء على العملية التعليمية حتى يتم تدمير الشباب الذين هم عماد الاوطان ومستقبلها، والوقائع تقول ان هذه السياسية نجحت بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث أًصبح شباب الجنوب مشرد في دول الاغتراب أو بعضهم لجأ للجماعات المسلحة او عناصر لا تفيد المجتمع ويسهل توجييها وخصوصاً العاطلين عن العمل .

مراسلي ” صحيفة يافع نيوز ” في أكثر من محافظة جنوبية نقلوا صورة مأساوية لحالات الغش ومساعدة المدراء والمدرسين وأولياء الأمور على تنامي ظاهرة الغش بل بعض أولياء الأمر أخذ سلاحه ليحمي من يقوم بعملية تغشيش الطلاب .

لم يعد الغش مقتصر على البراشيم

لم يعد الغش مقتصراً على البراشيم كما كان في السابق بل تطور وأصبح بإمكان الطالب اخذ ملف الاجابات والذهاب الى منزله أو أي مكان يريد وبعد ان ينتهي من الاجابات على الاسئلة يعود لتسليم دفتر الاجابات الى اللجنة المشرفة، هذا حدث مع أحد أولياء الأمور بعدن عندما تفاجأ في الصباح الباكر بعودة أبنه من المدرسة وبيده دفتر الأجابات، قال له والده لماذا عدت قال هذا دفتر الاجابات بشوف احد  يساعدني في الحل ثم أعيده الى المدرسة بعد ان انتهي من الاجابات .

عمليات الغش تتخذ اشكالاً كثيرة وعديدة ورصدنا منها الآتي :

–         يتفق الطلاب وأولياء أمورهم على استئجار مدرسين يتم الاتفاق معهم على مبالغ معينة مقابل الحضور الى المدرسة لحل اسئلة الامتحان وفي بداية الامتحان يتم تسريب ورقة الاسئلة الى الفريق المستأجر ليبداء حل الامتحان ومن ثم تصوير الاجابات وإعطاء كل طالب نخسة جاهزة من الحل .

–         يتم السماح للطلاب بالتجمع وإدخال الكتب وترك الحرية لهم في الغش من الكتب او الملازم

–         يتم إحضار مدرسين يقومون بالحل على السبورة للطلاب وبشكل واضح وعلني وحتى من لا يجيد الكتابة من الطلاب يستأجر من يقوم بالكتابة عنه

وجهنا اسئلة للكثير من أولياء الأمور الذين تواجدوا في مواقع الامتحانات عن سبب مساعدة ابنائهم على الغش والدفاع عن هذه الظاهرة، كانت جاباتهم غير منطقية ولا واقعية حيث قالوا ان الطلاب لم يذهبوا الى المدارس ولم يتم توفير الكتب والمدرسين لهم وان الاوضاع لم تعد تساعد على التعليم لذلك من حق الطلاب ان ينجحوا بأي طريقة ..

هذه الاجابة يرى الكثير من المتابعين انها غير منطقية وكان بالإمكان ان يتم وضع حلول لها بالتعاون والتنسيق بين أولياء الامور والمدرسين والسلطات المحلية منذُ بداية العام اذا تم الضغط بهذا الاتجاه حيث تفتح المدارس ابوابها طوال العام ويتم دفع الرواتب للمدرسين وتسليمهم المنهج بوقت مبكر وان حصل بعض القصور لا يعني ان نبرر الغش وتدمير التعليم .

صف ثالث ثانوي وتاسع وتدمير معنويات الطلاب وزرع الاحباط في نفوسهم

أصبح الصف التاسع والثالث ثانوي نقطة تحول في حياة الكثير من الطلاب حيث تجده دائماً من الاوائل ومهتم بدراسته الى ان يصل الى صف تاسع ويهمل كل شي بحجة ” الغش ” إن كان طالب ذكي ومتفوق فهو يصاب بالإحباط في نفسه ويقول ما الفائدة اتعب وأذاكر وفي الأخير بيحصل غش وما فيش فرق بين الطالب المجتهد والطالب المهمل، لذلك يتسلل الاحباط الى نفوس الطلاب الاذكياء بشكل مبكر ويصابون بالإحباط وهذا ينعكس على مستواهم الدراسي في الثانوية وعلى مستقبلهم ، حيث حصلت حالات كثيرة خلال الاعوام السابقة اصابت الكثير من الاذكياء بالإحباط عندما يرى نهاية العام ان درجاته وهو الطالب المجتهد أقل بكثير من الطالب المهمل الذي لم يحضر حتى يوم واحد الى المدرسة .

الغش فقط في مدارس الجنوب

تواصلنا مع بعض الطلاب من أبناء الجنوب الدراسين في صنعاء وتعز وأستفسرنا منهم عن حجم ظاهرة الغش هناك وكانت الاجابة صادمة حيث قالوا ان الأمور مشددة والغش في حدود ضيقة فقط حيث لا يتم السماح بدخول المواطنين الى المراكز الامتحانية بشكل قطعي ويتم منع إدخال الكتب الى قاعات الامتحانات وهناك تعاون كبير من قبل أولياء الأمور مع المدرسين والأمن لتحجيم ظاهرة الغش ومحاربتها .

رأي الطلاب ما يحدث انعكاس لواقع يعيشة الجنوب منذُ 1994

في حوارنا مع بعض الطلاب كان كلامهم انعكاس للواقع الذي يعيشة الجنوب منذُ ما بعد الاجتياح في عام 1994 والبداء بممارسة سياسية طمس الهوية وتدمير التعليم، حيث كان البعض متشائم جداً بسبب صعوبات مواصلة الدراسة لأسباب مادية او لانعدام الوظائف بعد الدراسة الجامعية او ان الطالب يلجأ الى العمل لمساعدة أهلة في توفير حياة كريمة لهم حيث ، محمد عمر وهو  طالب في صف ثالث ثانوي لحج قال انا اغش لاني اريد اتجاوز الثانوية كيف ما اغش وانا لم احضر يوماً واحداً الى المدرسة، ولا حتى أعرف اسماء المواد التي سوف امتحنها !! خلينا نتخارج بس بعدين قده يقع حل .

طالب آخر في عدن قال البلد كلها غش في غش أجت علينا فقط، نمشي حالنا مثل الي قبلنا المهم ننجح قده معروف مستقبلي لا جامعة ولا وظيفة .

عجز عن مواجهة الظاهرة :

في الجلسات والمقايل في الخطب والمحاضرات في الاسواق والتجمعات يتم استنكار هذه  الظاهرة والجميع متفق على انها ظاهرة خطيرة ودخيلة وتهدد الأجيال ، لكن للأسف لا توجد في الواقع أي معالجات حقيقة للحد من هذه الظاهرة ولا نجد أي تعاون بين السلطات المحلية وأولياء الأمور والمدرسين للتقيل منها وإعادة الاحترام للعملية التعليمية.

ان لم يتم وضع حلول ومعالجات لهذه الظاهرة من قبل أصحاب الشأن انفسهم لن يأتي الحل من قوى لا تريد الخير للجنوب وهي السبب في تنامي هذه الظاهرة، لماذا لا يتم البدأ بمحاربة هذه الظواهر حتى في المديريات والقرى والتجمعات السكنية ذات النسيج الاجتماعي الواحد بحيث يتم وضع ضوابط واضحة منذُ بداية العام تلزم المدرسين بالحضور والدوام والطلاب كذلك وتعلن ان الغش انتهى الى غير رجعة ووفق هذه المعايير يتم التعامل مع المدرسين والطلاب خلال العام وإبلاغ أولياء الأمور بذلك.

 *صحيفة يافع نيوز الورقية 

أخبار ذات صله